بِنَبَإٍ يَقِينٍ) (٢٢) : أي بخبر يقين.
وسبأ في تفسير بعضهم أرض باليمن يقال لها مأرب ، بينها وبين صنعاء مسيرة ثلاث ليال.
ذكروا عن ابن عبّاس أنّه قال : سئل رسول الله صلىاللهعليهوسلم عن سبأ أرجل هو أم امرأة أم أرض؟ فقال : بل هو رجل ولد عشرة ، فباليمن منهم ستّة وبالشام أربعة (١). فأمّا الذين باليمن ، فمذحج ، وكندة ، وحمير ، وأنمار ، والأزد ، والأشعريّون ، وأمّا الشاميّون : فلخم ، وجذام ، وعاملة ، وغسان.
قوله : (إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ) : أي من كلّ شيء أوتيت منه (٢). (وَلَها عَرْشٌ عَظِيمٌ) (٢٣) : وعرشها سريرها ، وكان سريرها حسنا ؛ كان من ذهب ، وقوائمه لؤلؤ وجوهر. وكان مستّرا بالديباج والحرير. وكانت عليه سبعة مغاليق ، وكانت دونه سبعة أبيات بالبيت الذي هو فيه مغلقة مقفلة.
قوله : (وَجَدْتُها وَقَوْمَها يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللهِ) : قال الحسن : كانوا مجوسا. (وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطانُ أَعْمالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لا يَهْتَدُونَ (٢٤) أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ) : وفيها تقديم ، أي : وزيّن لهم الشيطان أعمالهم فصدّهم عن السبيل ألّا يسجدوا لله. (فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ) أي : بتركهم السجود (فَهُمْ لا يَهْتَدُونَ). وفي بعض كلام العرب : ألا تسجدوا ، أي : فاسجدوا. قوله : (الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) : أي يعلم السرّ في السماوات والأرض. والخبء من الخبيئة وقال مجاهد : الخبء : الغيب ؛ وهو واحد. قال : (وَيَعْلَمُ ما تُخْفُونَ وَما تُعْلِنُونَ (٢٥) اللهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ) (٢٦) : ذكروا عن ابن عبّاس أنّه قال : لا يعلم قدر العرش إلّا الذي خلقه (٣).
__________________
(١) أخرجه ابن سلّام بهذا السند ، قال : «وحدّثني ابن لهيعة عن عبد الله بن هبيرة عن علقمة بن وعلة أنّه سمع ابن عبّاس يقول : سئل رسول الله ...» الحديث.
(٢) جاءت العبارة في ب هكذا : «أوتيته أقسمته» ، وفي ع : «أوتيت أقسمته» ، ولم أر للكلمة الأخيرة وجها فأثبتّ ما ورد في سع وسح وز.
(٣) كذا جاء هذا القول موقوفا على ابن عبّاس في ع وفي سع وفي سح. لكنّه جاء في ب مرفوعا إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم. ويبدو أن هذا سهو من ناسخ مخطوطة ب. فإنّي لم أجده حديثا مرفوعا فيما بين يديّ من مصادر الحديث والتفسير.