قبل. قال الله : (أَوَلَمْ يَكْفُرُوا بِما أُوتِيَ مُوسى مِنْ قَبْلُ قالُوا سِحْرانِ تَظاهَرا وَقالُوا إِنَّا بِكُلٍّ كافِرُونَ) (٤٨) [القصص : ٤٨] يعنون موسى ومحمّدا. أي : كفروا بهم جميعا. وقال بعضهم : يعنون موسى وهارون. قوله : (إِنْ هذا إِلَّا أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ) (٦٨) : أي كذب الأوّلين وباطلهم.
قال الله للنبيّ عليهالسلام : (قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ) (٦٩) : أي المشركين. كان عاقبتهم أن دمّر الله عليهم ثمّ صيّرهم إلى النار ، أي : فاحذروا أن ينزل بكم من عذاب الله ما نزل بهم ، يعني المشركين.
قوله : (وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ) : أي إن لم يؤمنوا. كقوله : (فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَراتٍ) [فاطر : ٨](وَلا تَكُنْ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ) (٧٠) : أي لا يضيق عليك أمرك ممّا يمكرون بك وبدينك فإنّ الله سينصرك عليهم ويذلّهم لك.
قوله : (وَيَقُولُونَ مَتى هذَا الْوَعْدُ) : الذي تعدنا به من عذاب الله (إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) (٧١).
قال الله للنبيّ عليهالسلام : (قُلْ عَسى أَنْ يَكُونَ رَدِفَ لَكُمْ) : أي اقترب لكم ، في تفسير مجاهد. وقال بعضهم : اقترب منكم ، أي : دنا منكم (بَعْضُ الَّذِي تَسْتَعْجِلُونَ) (٧٢) : قال الحسن : بعض الذي تستعجلون من عذاب الله. يعني قيام الساعة التي يهلك الله بها آخر كفّار هذه الأمّة.
قوله : (وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ) : فبفضل الله خلق الكافر ، وبفضله يتقلّب في الدنيا ، يأكل ويشرب (وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَشْكُرُونَ) (٧٣) : أي من لا يؤمن ؛ ومنهم من يشكر ، وهو المؤمن. قوله : (وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَعْلَمُ ما تُكِنُّ صُدُورُهُمْ) من عداوة رسول الله والمؤمنين (وَما يُعْلِنُونَ) (٧٤) : أي من الكفر.
قوله : (وَما مِنْ غائِبَةٍ فِي السَّماءِ وَالْأَرْضِ إِلَّا فِي كِتابٍ مُبِينٍ) (٧٥) : تفسير الحسن : الغائبة : القيامة (١).
__________________
(١) كذا في المخطوطات الأربع : ب وع وسع وسح : «الغائبة : القيامة». ولا أرى وجها لتخصيص القيامة هنا ـ