حَقٌّ) : أي الذي قذف في قلبها : (إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ) قال : (وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ) (١٣) : أي جماعتهم لا يعلمون.
قوله : (وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوى) : قال مجاهد : (بَلَغَ أَشُدَّهُ) : يعني ثلاثا وثلاثين سنة (١) ، (وَاسْتَوى) يعني أربعين سنة. (آتَيْناهُ حُكْماً وَعِلْماً) : أي أعطيناه فهما وعقلا (وَكَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ) (١٤).
قوله : (وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلى حِينِ غَفْلَةٍ مِنْ أَهْلِها). ذكر ابن عبّاس قال : دخل وسط النهار. وقال الحسن : يوم عيد لهم ، فهم في لهوهم ولعبهم. (فَوَجَدَ فِيها رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلانِ هذا مِنْ شِيعَتِهِ) : أي من بني إسرائيل. (وَهذا مِنْ عَدُوِّهِ) : أي قبطيّ [من قوم فرعون] (٢) (فَاسْتَغاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ) : أي من جنسه (عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ). وكان القبطيّ سخّر الإسرائيليّ ليحمل حطبا لمطبخ فرعون فأبى فقاتله.
قال : (فَوَكَزَهُ مُوسى) : بعصاه (٣) ، ولم يتعمّد قتله (فَقَضى عَلَيْهِ). قال الحسن : ولم يكن يحلّ له قتل الكفّار يومئذ في تلك الحال. كانت حال كفّ عن القتال. وقال الكلبيّ : كان فرعون وقومه يستعبدون بني إسرائيل ، ويأخذونهم بالعمل ويتسخّرونهم. فمرّ موسى على رجل من بني إسرائيل قد تسخّره رجل من أهل مصر ، فاستغاث بموسى ، فوكزه موسى فقضى عليه ولم يكن أمر بالقتال.
(قالَ) موسى : (هذا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُضِلٌّ مُبِينٌ) (١٥) : أي بيّن العداوة.
__________________
(١) في المخطوطات الأربع : «بلغ أشده : عشرين سنة» وهو خطأ. أثبتّ صوابه : «ثلاثا وثلاثين سنة» من تفسير مجاهد ص ٢٨١ ـ ٢٨٢ ، ومن تفسير الطبريّ ، ج ٢٠ ص ٤٢.
(٢) زيادة من سع ورقة ٧٢ ظ ، ومن سح ورقة ٤٦.
(٣) كذا وردت الكلمة في ب وع : «بعصاه». وفي سح ورقة ٤٦ : «قال قتادة : بعصا» ولعلّها زيادة خاطئة من بعض النسّاخ. فكلمة العصا لم ترد في سع ولا في ز. ثمّ إنّ الوكز لغة الدفع والضرب والطعن «بجمع الكفّ» ، كما جاء في مفردات الراغب الأصفهاني وفي اللسان. وقال أبو عبيدة في المجاز ، ج ٢ ص ٩٩ : (فَوَكَزَهُ مُوسى) بمنزلة لهزه في صدره بجمع كفّه ، فهو اللكز واللهز». وقال الفرّاء في المعاني ، ج ٢ ص ٣٠٤ : (فَوَكَزَهُ مُوسى) يريد : فلكزه ، وفي قراءة عبد الله (فنكزه) ووهزه أيضا لغة. كلّ سواء».