آتِيكُمْ بِشِهابٍ قَبَسٍ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ) (٧) [النمل : ٧] وكان شاتيا. وقال في هذه الآية : (لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْها بِقَبَسٍ أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدىً) (١٠) : أي هداة يهدونني الطريق ، في تفسير الحسن.
وقال بعضهم : وكان يمشي على غير طريق ، وكان يمشي متوكّلا على ربّه متوجّها بغير علم.
قوله عزوجل : (فَلَمَّا أَتاها) : قال أي النار التي ظنّ أنّها نار (نُودِيَ يا مُوسى (١١) إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ) بعضهم : كانتا من جلد حمار ميّت ، فخلعهما (إِنَّكَ بِالْوادِ الْمُقَدَّسِ طُوىً) (١٢) : والمقدّس : المبارك ، قال بعضهم : قدّس مرّتين ، أي : بورك مرّتين ، واسمه : طوى. وقال الحسن : طوي بالبركة مرّتين.
قوله تعالى : (وَأَنَا اخْتَرْتُكَ) : أي لرسالتي ولكلامي (فَاسْتَمِعْ لِما يُوحى) (١٣) إليك (إِنَّنِي أَنَا اللهُ لا إِلهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي) (١٤) : ذكروا أنّ رسول الله قال : من نسي صلاة فليصلّها إذا ذكرها ، لا كفّارة لها غير ذلك (١) [قال قتادة] (٢) وإنّ الله يقول : (وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي).
وقال مجاهد : إذا صلّى العبد ذكر الله.
قوله عزوجل : (إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكادُ أُخْفِيها) : ذكروا عن ابن عبّاس قال : أكاد أخفيها من نفسي. ذكروا أنّها في قراءة أبيّ : «أكاد أخفيها من نفسي».
قال بعضهم : قضى الله لا تأتيكم إلّا بغتة. وقال بعضهم : (أَكادُ أُخْفِيها) أي : لا أجعل عليها أدلّة ولا أعلاما. وكلّ شيء أكاد فهو لم يفعله. وقد جعل الله عليها أدلّة وأعلاما.
__________________
(١) حديث صحيح أخرجه البخاريّ ومسلم وأحمد والترمذيّ والنسائيّ. أخرجه البخاريّ في كتاب الصلاة ، باب من نسي صلاة فليصلّ إذا ذكرها ولا يعيد إلّا تلك الصلاة. وأخرجه مسلم في كتاب المساجد ومواضع الصلاة ، باب قضاء الصلاة الفائتة واستحباب تعجيل قضائها ، عن أبي هريرة (رقم ٦٨٠) بلفظ : «من نسي الصلاة فليصلّها إذا ذكرها ، فإنّ الله قال : (أَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي). وعن قتادة عن أنس بن مالك (رقم ٦٨٤) بلفظ : «أنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : من نسي صلاة فليصلّها إذا ذكرها ، لا كفّارة لها إلّا ذلك. قال قتادة : (وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي).
(٢) زيادة من سع ورقة ٢٦ و. كما وردت في بعض الروايات.