قوله عزوجل : (لِتُجْزى كُلُّ نَفْسٍ بِما تَسْعى) : أي بما تعمل.
قوله تعالى : (فَلا يَصُدَّنَّكَ عَنْها) : أي عن الإيمان بالساعة (مَنْ لا يُؤْمِنُ بِها :) أي من لا يصدّق بها (وَاتَّبَعَ هَواهُ) : يعني شهوته (فَتَرْدى) (١٦) : أي في النار. والتردّي التباعد من الله. وقال بعضهم : (فتردى) أي : فتهلك.
قوله تعالى : (وَما تِلْكَ بِيَمِينِكَ يا مُوسى) (١٧) : يسأله عن العصا التي في يده اليمنى ، وهو أعلم بها. قال موسى :
(قالَ هِيَ عَصايَ أَتَوَكَّؤُا عَلَيْها وَأَهُشُّ بِها عَلى غَنَمِي) : قال بعضهم : يهشّ بها على غنمه ورق الشجر ، [أي يخبط بها ورق الشجر لغنمه] (١). (وَلِيَ فِيها مَآرِبُ أُخْرى) : (١٨) أي حوائج أخرى. بلغنا أنّ من تلك الحوائج الأخرى الأخرى أنّه كان يستظلّ بها.
(قالَ أَلْقِها يا مُوسى (١٩) فَأَلْقاها فَإِذا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعى) (٢٠) : أي تزحف على بطنها مسرعة. وقال بعضهم : فإذا هي حيّة أشعر ذكر.
قوله عزوجل : (قالَ خُذْها وَلا تَخَفْ سَنُعِيدُها سِيرَتَهَا الْأُولى) : (٢١) يعني هيئتها الأولى ، أي عصا كما كانت.
قوله تعالى : (وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلى جَناحِكَ) : قال مجاهد : أمره أن يدخل يده تحت عضده (تَخْرُجْ بَيْضاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ) : أي من غير برص. قال الحسن : أخرجها والله كأنّها مصباح (٢).
قوله : (آيَةً أُخْرى) (٢٢) : أي اليد بعد العصا. قال : (لِنُرِيَكَ مِنْ آياتِنَا الْكُبْرى) : (٢٣) أي العصا واليد. وهو قوله : (فَأَراهُ الْآيَةَ الْكُبْرى) (٢٠) [النازعات : ٢٠] أي : اليد والعصا. وهو قوله : (وَما نُرِيهِمْ مِنْ آيَةٍ إِلَّا هِيَ أَكْبَرُ مِنْ أُخْتِها) [الزخرف : ٤٨] وكانت اليد أكبر من العصا
__________________
(١) زيادة من سع ورقة ٢٦ وللإيضاح. وقال الفرّاء في المعاني ، ج ٢ ص ١٧٧ : «أضرب بها الشجر اليابس ليسقط ورقة فترعاه غنمه». وقال أبو عبيدة في المجاز ، ج ٢ ص ١٧ : «أي أختبط بها فأضرب بها الأغصان ليسقط ورقها على غنمي فتأكله». قال :
أهشّ بالعصا على أغنامي |
|
من ناعم الأراك والبشام |
(٢) وقال أبو عبيدة في المجاز : «أي تخرج نقيّة شديدة البياض من غير برص ، والسوء : كلّ داء معضل من جذام أو برص ، أو غير ذلك».