الداخلة ، وبعضهم يقول : يعني بالبيض اللؤلؤ ، كقوله : (وَحُورٌ عِينٌ (٢٢) كَأَمْثالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ) (٢٣) [الواقعة : ٢٢ ـ ٢٣] أي : في أصدافه.
قوله : (فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ يَتَساءَلُونَ) (٥٠) : يعني أهل الجنّة. (قالَ قائِلٌ مِنْهُمْ إِنِّي كانَ لِي قَرِينٌ) (٥١) : أي صاحب في الدنيا (يَقُولُ أَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُصَدِّقِينَ) (٥٢) على الاستفهام (أَإِذا مِتْنا وَكُنَّا تُراباً وَعِظاماً أَإِنَّا لَمَدِينُونَ) (٥٣) : أي أإنّا لمحاسبون. قال بعضهم : هما اللذان في سورة الكهف في قوله : (وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلاً رَجُلَيْنِ جَعَلْنا لِأَحَدِهِما جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنابٍ ..). إلى آخر قصّتهما [الكهف : ٣١ ـ ٤٢]. قال المؤمن منهما في الجنّة ، الذي قال : (إِنِّي كانَ لِي قَرِينٌ). [(قالَ هَلْ أَنْتُمْ مُطَّلِعُونَ (٥٤) فَاطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَواءِ الْجَحِيمِ) (٥٥) : أي في وسط الجحيم.
قال بعضهم : فوالله لو لا أن الله عرّفه إيّاه ما كان ليعرفه ؛ لقد تغيّر حبره وسبره (١). وقال مجاهد : (إِنِّي كانَ لِي قَرِينٌ)] (٢) أي : شيطان. ذكروا أنّ كعبا قال : إنّ بين الجنّة والنار كوى ، فإذا أراد الرجل من أهل الجنّة أن ينظر إلى عدوّ له من أهل النار اطّلع فرآه ، وهو قوله : (إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ (٢٩) وَإِذا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغامَزُونَ وَإِذَا (٣٠) انْقَلَبُوا إِلى أَهْلِهِمُ انْقَلَبُوا فَكِهِينَ) (٣١) يعني المشركين (وَإِذا رَأَوْهُمْ قالُوا إِنَّ هؤُلاءِ لَضالُّونَ). (٢٢) قال الله : (وَما أُرْسِلُوا عَلَيْهِمْ حافِظِينَ (٣٣) فَالْيَوْمَ) يعني في الآخرة (فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ (٣٤) عَلَى الْأَرائِكِ يَنْظُرُونَ) (٣٥) أي : على السرر (يَنْظُرُونَ (٣٥) هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ ما كانُوا يَفْعَلُونَ) (٣٦) [المطفّفين : ٢٩ ـ ٣٦] قال الحسن : هذه والله الدّولة.
قوله عزوجل : (قالَ تَاللهِ إِنْ كِدْتَ لَتُرْدِينِ) (٥٦) : أي لتباعدني من الله. يقول : تالله لقد كدت تغويني. يقوله المؤمن لصاحبه. وقال مجاهد : يقوله المؤمن لشيطانه. (وَلَوْ لا نِعْمَةُ رَبِّي) : أي الإسلام (لَكُنْتُ مِنَ الْمُحْضَرِينَ) (٥٧) : أي معك في النار.
__________________
(١) «حبره وسبره» بكسر الحاء والسين وفتحهما ، أي : جماله وحسن هيئته. وقيل في الحبر : حسن البشرة. وفي السبر : «ما عرف من هيئة الإنسان وشارته». وانظر اللسان (حبر) و (سبر) ، وانظر الزمخشريّ ، الفائق في غريب الحديث ، ج ١ ص ٢٥١ (حبر).
(٢) سقط ما بين المعقوفين كلّه من ب وع ، فأثبتّه من سح ورقة ١٩٥ ، ومن ز ورقة ٢٨٧. وهذا من فساد النسّاخ وعدم تثبّتهم.