قوله عزوجل : (فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي) : قال بعضهم : فيجب عليكم غضبي.
وهي تقرأ على وجه آخر : (فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي) أي : فينزل عليكم غضبي. (وَمَنْ يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوى) (٨١) : أي في النار.
قوله عزوجل : (وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تابَ) : أي من الشرك (وَآمَنَ) : أي أخلص الإيمان لله. (وَعَمِلَ صالِحاً) : أي في إيمانه (ثُمَّ اهْتَدى) (٨٢) : ثمّ مضى بالعمل الصالح على إيمانه حتّى يموت عليه. وقال بعضهم : (ثُمَّ اهْتَدى) ثمّ عرف الثواب.
قوله عزوجل : (وَما أَعْجَلَكَ عَنْ قَوْمِكَ يا مُوسى (٨٣) قالَ هُمْ أُولاءِ عَلى أَثَرِي وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضى) : (٨٤) أي هم أولاء ينتظرونني من بعدي بالذي آتيهم به ، وليس يعني أنّهم يتبعونه. وقال بعضهم : يعني السبعين الذين اختارهم موسى ليذهبوا معه للميعاد.
قال عزوجل : (قالَ فَإِنَّا قَدْ فَتَنَّا قَوْمَكَ مِنْ بَعْدِكَ) : أي ابتلينا قومك من بعدك (وَأَضَلَّهُمُ السَّامِرِيُّ) : (٨٥) يقول : إنّ السامريّ قد أضلّهم (فَرَجَعَ مُوسى إِلى قَوْمِهِ غَضْبانَ أَسِفاً) : أي حزينا مهموما على ما صنع قومه من بعده. وقال الحسن : شديد الغضب.
(قالَ يا قَوْمِ أَلَمْ يَعِدْكُمْ رَبُّكُمْ وَعْداً حَسَناً) : أي في الآخرة على التمسّك بدينه. (أَفَطالَ عَلَيْكُمُ الْعَهْدُ) : قال مجاهد : الوعد (أَمْ أَرَدْتُمْ أَنْ يَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّكُمْ) : وهو مثل الحرف الأوّل (فَأَخْلَفْتُمْ مَوْعِدِي) (٨٦).
(قالُوا ما أَخْلَفْنا مَوْعِدَكَ بِمَلْكِنا) : أي بطاقتنا (١) (وَلكِنَّا حُمِّلْنا) : وهي تقرأ أيضا خفيفة (حملنا) (٢) (أَوْزاراً) : أي آثاما. وقال مجاهد : أثقالا ، وهو واحد. والثقل الإثم (مِنْ زِينَةِ الْقَوْمِ) : يعني قوم فرعون. (فَقَذَفْناها فَكَذلِكَ أَلْقَى السَّامِرِيُ) (٨٧).
وذلك أنّ موسى كان واعدهم أربعين ليلة ، فعدّوا عشرين يوما وعشرين ليلة فقالوا : هذه
__________________
ـ اللحم ، ولو لا حوّاء لم تخن أنثى زوجها الدهر» ، كلّهم يرويه عن أبي هريرة.
(١) وقال مجاهد في تفسيره ص ٣٩٩ : «أي : بأمر نملكه».
(٢) قال الداني في كتاب التيسير ص ١٥٣ : «الحرميّان وابن عامر وحفص : (حملنا) بضمّ الحاء وكسر الميم المشدّدة ، والباقون بفتحها مع التخفيف».