وعليه ملك قائم أو راكع أو ساجد (١).
ذكروا عن عطاء قال : ليس في السماوات موضع شبر إلّا وعليه ملك قائم أو راكع أو ساجد.
قوله تعالى : (أَمِ اتَّخَذُوا آلِهَةً مِنَ الْأَرْضِ هُمْ يُنْشِرُونَ) (٢١) : أي هم يحيون الموتى ، على الاستفهام ، أي : قد اتّخذوا آلهة لا ينشرون ، أي لا يحيون الموتى. قال : (لَوْ كانَ فِيهِما آلِهَةٌ إِلَّا اللهُ لَفَسَدَتا لَوْ كانَ فِيهِما) أي في السماوات والأرض (آلِهَةٌ إِلَّا اللهُ) أي غير الله (لَفَسَدَتا) أي لهلكتا (٢). (فَسُبْحانَ اللهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ) (٢٢) : ينزّه نفسه عمّا يقولون ، (عمّا يصفون) أي : عمّا يكذبون.
قوله عزوجل : (لا يُسْئَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْئَلُونَ) (٢٣) : أي لا يسأل عمّا يفعل بعباده ، وهم يسألون عن أعمالهم.
قوله عزوجل : (أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً) : وهذا وأشباهه استفهام على معرفة. (قُلْ هاتُوا بُرْهانَكُمْ) : أي بيّنتكم ، في تفسير مجاهد. وقال الحسن : حجّتكم على ما تقولون : إنّ الله أمركم أن تتّخذوا من دونه آلهة ، أي ليس عندكم بذلك بيّنة ولا حجّة.
قوله عزوجل : (هذا ذِكْرُ مَنْ مَعِيَ) : يعني القرآن ، يعني ما فيه من الحلال والحرام (وَذِكْرُ مَنْ قَبْلِي) : من أخبار الأمم السالفة وأعمالهم ، يعني من أهلك الله من الأمم ومن نجّى من المؤمنين ، ليس فيه اتّخاذ آلهة دون الله. (بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ فَهُمْ مُعْرِضُونَ) (٢٤) : يعني بقوله : (أَكْثَرُهُمْ) يعني جماعتهم ، وقوله عزوجل : (فَهُمْ مُعْرِضُونَ) أي عن القرآن.
قال عزوجل : (وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ) (٢٥) : أي لا تعبدوا غيري ، بذلك أرسل الرسل جميعا.
__________________
(١) أخرجه يحيى بن سلّام من طرق عن محمّد بن المنكدر وعن قتادة مرسلا. وانظر ما سلف ج ٢ ، تفسير آخر آية من سورة الأعراف.
(٢) قال الفرّاء في المعاني ، ج ٢ ص ٢٠٠ : «(إلّا) في هذا الموضع بمنزلة سوى ، كأنّك قلت : لو كان فيهما آلهة سوى الله أو غير الله لفسد أهلهما» (يعني أهل السماء والأرض).