قوله عزوجل : (وَجَعَلْنا مِنَ الْماءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلا يُؤْمِنُونَ) (٣٠) : يعني المشركين. وكلّ شيء حيّ فإنّما خلق من الماء.
ذكروا عن أبي هريرة قال : أتيت النبيّ صلىاللهعليهوسلم فقلت : يا رسول الله ، إذا رأيتك طابت نفسي ، وقرّت عيني ، فأنبئني عن كلّ شيء ، فقال : كلّ شيء حيّ خلق من الماء. فقلت : أنبئني بعمل إذا قمت به دخلت الجنّة. قال : أفش السّلام ، وأطب الكلام ، وصل الأرحام ، وقم بالليل والناس نيام ، تدخل الجنّة بسلام (١).
قوله عزوجل : (وَجَعَلْنا فِي الْأَرْضِ رَواسِيَ) : يعني الجبال (أَنْ تَمِيدَ بِهِمْ) : أي لئلّا تحرك بهم. (وَجَعَلْنا فِيها فِجاجاً سُبُلاً) : أي أعلاما طرقا (لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ) (٣١) : أي لكي يهتدوا.
قوله عزوجل : (وَجَعَلْنَا السَّماءَ سَقْفاً مَحْفُوظاً) : [على من تحتها] (٢) محفوظا من كلّ شيطان رجيم ؛ كقوله : (وَحَفِظْناها مِنْ كُلِّ شَيْطانٍ رَجِيمٍ) (١٧) [الحجر : ١٧] وإنّما كانت ههنا (مّحفوظا) لأنّه قال عزوجل : (سَقْفاً مَحْفُوظاً) ، فوقع الحفظ فيها على السقف. وفي الآية الأخرى على السماء. قال بعضهم : سقف محفوظ ، وموج مكفوف.
قوله عزوجل : (وَهُمْ عَنْ آياتِها) : أي الشمس والقمر والنجوم.
(مُعْرِضُونَ) (٣٢) : لا يتفكّرون فيما يرون فيها فيعرفون أنّ لهم معادا فيؤمنوا. وقد قال عزوجل في آية أخرى : (قُلِ انْظُرُوا ما ذا فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما تُغْنِي الْآياتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ) (١٠١) [يونس : ١٠١].
قوله عزوجل : (وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ) (٣٣).
__________________
(١) أخرجه ابن سلّام من طريق همام عن قتادة عن أبي هريرة ، وأخرجه أحمد وابن حبّان والحاكم ، وأخرجه ابن ماجه من طريق آخر عن عبد الله بن سلّام في كتاب إقامة الصلاة والسنّة فيها ، باب ما جاء في قيام الليل (رقم ١٣٣٤) ولفظه : «يا أيّها الناس ، أفشوا السّلام ، وأطعموا الطعام ، وصلّوا بالليل والناس نيام ، تدخلوا الجنّة بسلام». وانظر الألباني ، سلسلة الأحاديث الصحيحة : (رقم ٥٦٩ ، و ٥٧١).
(٢) زيادة من سع ورقة ٣٣ و.