من ثواب غيره لو كان يثيب (وَخَيْرٌ عُقْباً) عاقبة للمؤمنين ، وسكّنه «عاصم» و «حمزة» ونصبه على التّمييز (١).
[٤٥] ـ (وَاضْرِبْ لَهُمْ) اذكر لقومك (مَثَلَ الْحَياةِ الدُّنْيا) صفتها (كَماءٍ) هي كماء ، أو : صير مثلها كماء (أَنْزَلْناهُ مِنَ السَّماءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ) فالتفّ بسببه (نَباتُ الْأَرْضِ) أو امتزج الماء بالنّبات ، فروى ورقّ إذ الاختلاط يكون من الجانبين (فَأَصْبَحَ هَشِيماً) كسيرا متفتّتا (تَذْرُوهُ الرِّياحُ) تطيّره وتذهبه ، شبّهت بنبات اخضرّ بالماء فيبس فتفتّت فأذهبته الرّياح ، وقرأ «حمزة» و «الكسائي» : «الرّيح» (٢) (وَكانَ اللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِراً) قادرا.
[٤٦] ـ (الْمالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَياةِ الدُّنْيا) يتزيّن بهما فيها بلا بقاء (وَالْباقِياتُ الصَّالِحاتُ) الطّاعات لله ، الباقي ثوابها ، وتعمّ ما فسّرت به من الصّلوات الخمس ، ومودّة أهل البيت عليهمالسلام ، وسبحان الله والحمد لله ولا إله إلّا الله والله أكبر (٣) (خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَواباً) من المال والبنين (وَخَيْرٌ أَمَلاً) لنيل فاعلها ما يأمله بها.
[٤٧] ـ (وَيَوْمَ) واذكر يوم (نُسَيِّرُ الْجِبالَ) في الجوّ كالسّحاب ، أو نذهب بها فنعدمها ، وقرأ «ابن كثير» و «أبو عمرو» و «ابن عامر» بالتّاء (٤) مبنيّا للمفعول (وَتَرَى الْأَرْضَ بارِزَةً) لا يسترها جبل ولا غيره ، أو بارزا ما في بطنها (وَحَشَرْناهُمْ) جمعناهم الى الموقف ، وجاء ماضيا لتحقّقه (فَلَمْ نُغادِرْ) نترك (مِنْهُمْ أَحَداً) من الأوّلين والآخرين.
[٤٨] ـ (وَعُرِضُوا عَلى رَبِّكَ صَفًّا) مصطفّين لا يحجب بعضهم بعضا (لَقَدْ جِئْتُمُونا)
__________________
(١) حجة القراآت : ٤١٩.
(٢) حجة القراآت : ١١٨.
(٣) تفسير العياشي ٢ : ٣٢٧ مع اختلاف وتفسير مجمع البيان ٣ : ٤٧٣ ـ ٤٧٤.
(٤) حجة القراآت : ٤١٩ والسبعة في القراآت : ٣٩٣ وتفسير مجمع البيان ٣ : ٤٧٣.