بتقدير القول (كَما خَلَقْناكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ) أي فرادى ، عراة لا مال معكم ولا ولد (بَلْ) للخروج من حديث الى آخر (زَعَمْتُمْ) أن مخفّفة (أَلَّنْ نَجْعَلَ لَكُمْ مَوْعِداً) للبعث.
[٤٩] ـ (وَوُضِعَ الْكِتابُ) جنسه ، أي صحائف الأعمال في الأيمان والشّمائل.
أو هو كناية عن الحسنات (فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ) خائفين (مِمَّا فِيهِ) من السّيئات (وَيَقُولُونَ يا وَيْلَتَنا) هلكتنا ، دعاء على أنفسهم بالويل (ما لِهذَا الْكِتابِ) أيّ شيء له ، تعجّب منه (لا يُغادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً) من سيّئاتنا (إِلَّا أَحْصاها) عدّدها وحواها (وَوَجَدُوا ما عَمِلُوا حاضِراً) مثبتا في الصّحف (وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً) لا يزيد عقاب مسيء ولا ينقص ثواب محسن.
[٥٠] ـ (وَإِذْ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ) ذكر القصّة تقريرا للتّشنيع على أهل الكبر ، بأنّه من سنن إبليس (كانَ مِنَ الْجِنِ) استئناف جواب قائل : ما له لم يسجد؟ أو : حال بتقدير «قد».
وسبق القول في إبليس في البقرة (١) (فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ) خرج عن طاعته بترك السّجود (أَفَتَتَّخِذُونَهُ) أعقيب ما بدا منه ، «تتخذونه» استفهام انكار وتعجيب (وَذُرِّيَّتَهُ) بنيه أو اتباعه ، سمّوا ذرّيّة (٢) مجازا (أَوْلِياءَ مِنْ دُونِي) تطيعونهم بدل طاعتي (وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ) اعداء (بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلاً) من الله ، إبليس وذرّيّته.
[٥١] ـ (ما أَشْهَدْتُهُمْ) ما أحضرت إبليس وذرّيّته (خَلْقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَلا خَلْقَ أَنْفُسِهِمْ) أي لم استعن بهم على ذلك (وَما كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ) وضع موضع الضّمير أي متّخذهم (عَضُداً) أعوانا في الخلق ، فكيف تطيعونهم.
__________________
(١) سورة البقرة ٢ : ٣٤.
(٢) في «ج» ذرّيته.