إليك منّى ، ومتعلّق اللّام : «استمع» أو : «اخترتك».
[١٤] ـ (إِنَّنِي أَنَا اللهُ لا إِلهَ إِلَّا أَنَا) استئناف لبيان «ما يوحى» ، وابتدأ بالتّوحيد ورتّب عليه : (فَاعْبُدْنِي) ليعلم انّ عبادته إنّما ألزمت لإلهيّته (وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي) لتذكرني فيها ، أو لأذكرك بالثّناء ، أو لأنّي ذكرتها وأمرت بها ، أو لذكري خاصّة لا تشوبها بغيره.
أو لأوقات ذكري أي : لمواقيت الصّلاة ، أو لذكر صلاتي لقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : من نسى صلاة فليقضها إذا ذكرها ، وقرأ (أَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي) (١) وفتح نافع و «أبو عمرو» «الياء» : (٢)
[١٥] ـ (إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ) لا محالة (أَكادُ أُخْفِيها) أريد اخفائها لتأتى بغتة أو أكاد أظهرها من أخفأه : أزال خفائه ، اي قرب إظهارها (لِتُجْزى كُلُّ نَفْسٍ بِما تَسْعى) متعلق ب «آتية» أو ب «أخفيها» ـ على الثاني ـ.
[١٦] ـ (فَلا يَصُدَّنَّكَ عَنْها) عن الإيمان بالسّاعة أو عن الصّلاة (مَنْ لا يُؤْمِنُ بِها) نهى للكافر أن يصدّه ، أريد به نهيه عن الانصداد (وَاتَّبَعَ هَواهُ) ميل نفسه الى شهواتها ، فأعرض عن غيرها (فَتَرْدى) فتهلك إن انصددت عنها.
[١٧] ـ (وَما تِلْكَ) سؤال تقرير ليقع المعجز بها بعد التثبّت فيها (بِيَمِينِكَ) حال من معنى «تلك». وقيل : صلتها (يا مُوسى).
[١٨] ـ (قالَ هِيَ عَصايَ أَتَوَكَّؤُا) اعتمد (عَلَيْها) إذا مشيت أو وثبت (وَأَهُشُ) اخبط ورق الشّجر (بِها) ليسقط (عَلى غَنَمِي) فترعاه (وَلِيَ) وفتح «ورش» و «حفص» «الياء» (٣) (فِيها مَآرِبُ) جمع مأربة ـ مثلّث الرّاء ـ أي حاجات (أُخْرى)
__________________
(١) هذا من تتمة الحديث اي قرأ رسول الله الآية وقال ... ـ ينظر تفسير مجمع البيان ٤ : ٦ وتفسير البيضاوي ٣ : ١٧٢.
(٢) الكشف عن وجوه القراآت ٢ : ١٠٩.
(٣) الكشف عن وجوه القراآت ٢ : ١٠٩.