الهاء (١) لغة فيها (لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ) لنختبرهم أو لنعذّبهم به (وَرِزْقُ رَبِّكَ) ما وعدك به في الآخرة أو ما رزقك من العلم والنبوّة (خَيْرٌ) ممّا متّعهم به في الدّنيا (وَأَبْقى).
[١٣٢] ـ (وَأْمُرْ أَهْلَكَ) أهل بيتك (بِالصَّلاةِ) قال «الباقر» عليهالسلام : امره الله تعالى أن يخصّ أهله دون الناس ، ليعلم الناس أنّ لأهله منزلة عند الله ليست للناس ، فأمرهم مع الناس عامّة ، ثمّ أمرهم خاصّة (٢).
وكان النّبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم بعد نزولها يأتي باب فاطمة وعليّ عليهماالسلام تسعة أشهر ، عند كلّ صلاة فيقول : الصلاة رحمكم الله ، «انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهّركم تطهيرا»
(٣) (وَاصْطَبِرْ عَلَيْها) حافظ عليها (لا نَسْئَلُكَ) لا نكلّف (رِزْقاً) لنفسك ولا لأهلك (نَحْنُ نَرْزُقُكَ) وايّاهم (وَالْعاقِبَةُ) المحمودة (لِلتَّقْوى) لأهلها.
[١٣٣] ـ (وَقالُوا لَوْ لا) هلّا (يَأْتِينا) «محمّد» (بِآيَةٍ مِنْ رَبِّهِ) مقترحة لم يعتدّوا بما أتى به من الآيات ، فردّ عليهم بقوله : (أَوَلَمْ تَأْتِهِمْ) (٤) بالياء ل «نافع» و «ابي عمرو» و «حفص» وبالتّاء للباقين (٥) (بَيِّنَةُ ما فِي الصُّحُفِ الْأُولى) بيان ما في سائر الكتب المنزلة يعني القرآن ، لتضمّنه اصول ما فيها من العقائد والأحكام الكلية مع انّ الاتي به أميّ ، لم يقرأها ولم يسمعها من أحد ، فهو معجز يشهد بنبوّته وبصحّة تلك الكتب
__________________
(١) تفسير البيضاوي ٣ : ١٨٧.
(٢) تفسير مجمع البيان ٤ : ٣٧.
(٣) للحديث مصادر كثيرة يراجع كتاب العمدة لابن البطريق الفصل الثامن ويراجع ايضا مناقب الخوارزمي / ٦٠ ـ والآية من سورة الأحزاب : ٣٣ / ٣٣.
(٤) في المصحف الشريف بقراءة حفص : «تأتهم» ـ كما سيشير اليه المؤلّف ـ.
(٥) حجة القراآت : ٤٦٥.