التبليغ (وَعَلَيْكُمْ ما حُمِّلْتُمْ) من طاعته (وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا) الى الرّشد (وَما عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلاغُ الْمُبِينُ) التّبليغ البيّن المبيّن وقد بلّغ ، فإن قبلتم فلكم وإلّا فعليكم.
[٥٥] ـ (وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) «من» للبيان أو التّبعيض (لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ) يجعلهم خلفاء متصرّفين فيها.
وهو جواب «الوعد» لأنّه كالقسم في تحقّقه ، أو بتقدير : واقسم ليستخلفنهم (كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ) أي بني إسرائيل بدل الجبابرة ، وبناه «أبو بكر» للمفعول (١) (وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضى لَهُمْ) وهو الإسلام بتثبيته (وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ) وخفّفه «ابن كثير» و «أبو بكر» (٢) (مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ) من أعدائهم أو عذاب الآخرة (أَمْناً) منهم أو منه (يَعْبُدُونَنِي) حال من «الذين» أو استئناف للتّعليل (لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً) حال من «الواو» (وَمَنْ كَفَرَ) بهذه النّعم (بَعْدَ ذلِكَ) الوعد الصادق (فَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ) الخارجون الى أقبح الكفر.
قيل : الآية في اصحاب النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم (٣) وقيل : في امّته (٤).
وعن أهل البيت عليهمالسلام : انّها في المهديّ من آل «محمّد» صلىاللهعليهوآلهوسلم (٥).
فعن عليّ بن الحسين عليهالسلام انّه تلاها وقال : هم والله شيعتنا أهل البيت ، يفعل الله ذلك بهم على يدي رجل منّا وهو مهديّ هذه الامّة وهو الذي قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : لو لم يبق في الدّنيا إلّا يوم ، لطوّل الله ذلك اليوم حتّى يلي رجل من عترتي اسمه اسمي ، يملأ الأرض عدلا كما ملئت
__________________
(١) حجة القراآت : ٥٠٤.
(٢) حجة القراآت : ٥٠٤.
(٣) قاله ابن عباس ومجاهد ـ كما في تفسير مجمع البيان ٤ : ١٥٢ ـ.
(٤) قاله ابن عباس ومجاهد ـ كما في تفسير مجمع البيان ٤ : ١٥٢ ـ.
(٥) قاله ابن عباس ومجاهد ـ كما في تفسير مجمع البيان ٤ : ١٥٢ وتفسير التبيان ٧ : ٤٠٧ ـ.