لضيق الصّدر المستلزم لاحتباس اللسان (فَأَرْسِلْ إِلى هارُونَ) أخي أي اجعله نبيّا يعضدني في أمري ، طلب المعاونة حرصا على الامتثال لا تعلّلا.
[١٤] ـ (وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنْبٌ) هو قتل القبطي ، أي : تبعة ذنب وهي القود (فَأَخافُ أَنْ يَقْتُلُونِ) به قبل التّبليغ ، استدفاع للبلاء المتوقّع ، لا تعلّل.
[١٥] ـ (قالَ كَلَّا) ردع له عن الخوف وعدّة بالدّفع (فَاذْهَبا بِآياتِنا) اجابة لسؤاله ، ضمّ أخيه إليه وهو عطف على فعل دلّ عليه «كلّا» أي ارتدع عما تظنّ فاذهب أنت ومن طلبته ، وخوطبا تغليبا للحاضر (إِنَّا مَعَكُمْ) أريد به «موسى» واخوه و «فرعون» (مُسْتَمِعُونَ) لما يجري بينكما وبينه ، فننصركما عليه.
والاستماع بمعنى الإصغاء بالحاسّة ، وصف به تعالى مجازا مبالغة في وعدهما بالإمداد ، وهو خبر ثان أو هو الخبر و «معكم» متعلّق به.
[١٦] ـ (فَأْتِيا فِرْعَوْنَ فَقُولا إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعالَمِينَ) أفرد الرّسول لأنّه هنا مصدر ، وصف به كالرّسالة أو لاتّحادهما لوحدة مطلبهما وللإخوة ، أو أريد كلّ واحد منّا.
[١٧] ـ (أَنْ) بأن أو اي ، لتضمّن الرّسول الإرسال وهو بمعنى القول (أَرْسِلْ مَعَنا بَنِي إِسْرائِيلَ) خلّهم يذهبوا معنا الى الشّام ، فأتياه فقالا له ذلك.
[١٨] ـ (قالَ) ـ «فرعون» لموسى ـ : (أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينا وَلِيداً) طفلا قريبا من الولادة (وَلَبِثْتَ فِينا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ) اثنتي عشرة أو أكثر وكان يدعى ولده.
[١٩] ـ (وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ) هي قتل خبّازه القبطي ، وبّخه به بعد تذكيره نعمته (وَأَنْتَ مِنَ الْكافِرِينَ) بنعمتي ، حال أو ابتداء ، حكم عليه بأنّه ممّن كفروا بنعمته أو إلهيّته.
[٢٠] ـ (قالَ فَعَلْتُها إِذاً) أي حينئذ (وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ) الجاهلين أي الفاعلين فعل ذوي الجهل ، أو الذّاهلين عن مآل الأمر.
أو المخطئين أي لم اتعمّد قتله ، أو النّاسين.