من عنده (وَأَنْ) مخففة أي واعلموا أنه (لا إِلهَ إِلَّا هُوَ) لعجز غيره عن مثل هذا المعجز (فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) ثابتون على الإسلام ، أو داخلون فيه بعد نهوض الحجة عليكم. أي : أسلموا.
[١٥] ـ (مَنْ كانَ يُرِيدُ الْحَياةَ الدُّنْيا وَزِينَتَها) بعمل البرّ ، هي في الكفرة أو المرائين (نُوَفِ) نوصل تماما (إِلَيْهِمْ أَعْمالَهُمْ فِيها) جزاءها بالسعة والصحة والأولاد (وَهُمْ فِيها لا يُبْخَسُونَ) لا ينقصون شيئا من جزائهم.
[١٦] ـ (أُولئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ) بطل (ما صَنَعُوا فِيها) في الآخرة ، فلا ثواب لهم لأنهم لم يريدوا به وجه الله (وَباطِلٌ ما كانُوا يَعْمَلُونَ) لأنه لغير الله.
[١٧] ـ (أَفَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ) حجة (مِنْ رَبِّهِ) وهي القرآن ، أو دليل العقل ، وهو : النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم أو المؤمنون (وَيَتْلُوهُ) يقرؤه أو يتبعه (شاهِدٌ) يصدقه (مِنْهُ) من الله وهو جبرئيل ، أو القرآن.
وعن عليّ والباقر والرضا عليهمالسلام : انه عليّ عليهالسلام يشهد للنبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم وهو منه (١) (وَمِنْ قَبْلِهِ) قبل القرآن (كِتابُ مُوسى) التوراة يتلوه أيضا في التصديق (إِماماً) يؤتم به ، حال (وَرَحْمَةً) لمن آمن به. وخبر «أفمن» محذوف ، أي : كمن لا بينة له ، وهو مريد الحياة الدنيا (أُولئِكَ) أي من كان على بينة (يُؤْمِنُونَ بِهِ) بالقرآن أو محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم (وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الْأَحْزابِ) فرق الكفار (فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ) مصيره (فَلا تَكُ فِي مِرْيَةٍ) شك (مِنْهُ) من القرآن (إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يُؤْمِنُونَ) لتركهم النظر.
[١٨] ـ (وَمَنْ) أي لا أحد (أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللهِ كَذِباً) فنسب إليه شريكا أو ولدا (أُولئِكَ يُعْرَضُونَ عَلى رَبِّهِمْ) يوم القيامة فيحبسون (وَيَقُولُ الْأَشْهادُ) ـ جمع
__________________
(١) تفسير مجمع البيان ٣ : ١٥٠ وتفسير البرهان ٢ : ٢١٣ ـ ٢١٤.