الوجود ويستقرّ الملك على رئيس القلب. وعلى هذا التأويل يكون كل واحد منهم فرقة أو فرقا متفرقة على أديان شتى لا شخصا واحدا (وَكَذَّبَ بِهِ) أي : بهذا العذاب قومك (وَهُوَ الْحَقُ) الثابت النازل بهم (قُلْ لَسْتُ عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ) بموكل يحفظكم ويمنعكم من هذا العذاب (لِكُلِ) ما ينبأ عنه محل وقوع واستقرار (وَسَوْفَ تَعْلَمُونَ) حين يكشف عنكم أغطية أبدانكم فيظهر عليكم ألم هذا العذاب بصور ما تقتضيه نفوسكم.
[٦٨] (وَإِذا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آياتِنا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطانُ فَلا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (٦٨))
(وَإِذا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آياتِنا) أي : صفاتنا بإظهار صفات نفوسهم وإثبات العلم والقدرة لها (فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ) فإنهم محجوبون مشركون (وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطانُ) بتسويل بعض الأباطيل والخرافات عليك ، ووسوسة نفسك فتظهر ببعض صفاتها وتجانسهم بذلك فتميل إلى صحبتهم (فَلا تَقْعُدْ بَعْدَ) ما تذكرت بتذكيرنا إياك (مَعَ الْقَوْمِ) الذين ظلموا أنفسهم بوضع صفاتهم موضع صفاتي وحجبوها بصفاتهم فإن صحبتهم تؤثر فيوشك أن تقع في الاحتجاب بشؤم صحبتهم على سبيل التلوين.
[٦٩] (وَما عَلَى الَّذِينَ يَتَّقُونَ مِنْ حِسابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَلكِنْ ذِكْرى لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (٦٩))
(وَما عَلَى) الموحدين الذين يتجرّدون عن ملابس صفاتهم ويجتنبون هيآتها من حساب أولئك المحجوبين (مِنْ شَيْءٍ) أي : لا يحتجبون بواسطة مخالطتهم فيكونون معهم سواء ولكن ذكرناهم لعلهم يحترزون عن صحبتهم وما عسى يقعون فيه من التلوين أو وبالهم وشأنهم وحسابهم حتى يصاحبونهم ولكن فليذكروهم أحيانا بأدنى مخالطة لعلهم يحذرون شركهم وحجبهم فينجون ببركة صحبتهم أو وما عليهم مما يحاسب به من أعمالهم ووبالها من شيء ولكن فليذكروهم بالزجر والنهي لعلهم يحترزون عنها.
[٧٠] (وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَعِباً وَلَهْواً وَغَرَّتْهُمُ الْحَياةُ الدُّنْيا وَذَكِّرْ بِهِ أَنْ تُبْسَلَ نَفْسٌ بِما كَسَبَتْ لَيْسَ لَها مِنْ دُونِ اللهِ وَلِيٌّ وَلا شَفِيعٌ وَإِنْ تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ لا يُؤْخَذْ مِنْها أُولئِكَ الَّذِينَ أُبْسِلُوا بِما كَسَبُوا لَهُمْ شَرابٌ مِنْ حَمِيمٍ وَعَذابٌ أَلِيمٌ بِما كانُوا يَكْفُرُونَ (٧٠))
(وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُوا) أي : اترك الذين دينهم وعادتهم الهوى واللهو لأنهم لا يرفعون بذلك رأسا لرسوخ ذلك الاعتقاد فيهم واغترارهم بالحياة الحسيّة وأعرض عنهم وأنذر بالقرآن كراهة أن تحجب نفس بكسبها ، أي : لا يكون دينها وديدنها ذلك ولم ترسخ تلك العقيدة فيها