القول في سورة الانفطار
صدرها شبيه بصدر السورة قبلها : (فِي أَيِّ صُورَةٍ ما شاءَ رَكَّبَكَ) (٨) [الانفطار : ٨] يحتج به التناسخية ولا حجة لهم فيه ؛ لأن المراد في أي صورة من الصور الإنسانية طويلا أو قصيرا ، أسود أو أبيض ونحو ذلك جعلك.
(وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحافِظِينَ (١٠) كِراماً كاتِبِينَ (١١) يَعْلَمُونَ ما تَفْعَلُونَ) (١٢) [الانفطار : ١٠ ـ ١٢] فيه إثبات الحفظة ، وقد سبق القول فيه في «الأنعام».
* * *
القول في سورة المطففين
(يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعالَمِينَ) (٦) [المطففين : ٦] فيه إثبات الموقف والحشر.
(كَلَّا بَلْ رانَ عَلى قُلُوبِهِمْ ما كانُوا يَكْسِبُونَ) (١٤) [المطففين : ١٤] أي : طمس نور قلوبهم ظلمة ذنوبهم فإذا هم / [٢١٥ أ / م] (وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِما لا يَسْمَعُ إِلَّا دُعاءً وَنِداءً صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَعْقِلُونَ) (١٧١) [البقرة : ١٧١].
(كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ) (١٥) [المطففين : ١٥] يحتج بمنطوقه على أن الكفار لا / [٤٤٣ / ل] يرون الله ـ عزوجل ـ ومقتضى حجبهم عنه ، وبمفهومه على أن المؤمنين يرونه ، وربما ارتفع ذلك عن كونه مفهوما إلى كونه قياس عكس أو عكس نقيض ؛ لأنه إذا ثبت أن الكافر يعاقب بالحجاب ، اقتضى أن المؤمن يثاب برفع الحجاب.
* * *
القول في سورة الانشقاق
صدرها شبيه بصدر سورة «الانفطار» و «التكوير» : (يا أَيُّهَا الْإِنْسانُ إِنَّكَ كادِحٌ إِلى رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلاقِيهِ) (٦) [الانشقاق : ٦] إلى (بَلى إِنَّ رَبَّهُ كانَ بِهِ بَصِيراً) (١٥) [الانشقاق : ١٥] يتعلق بأحكام الآخرة كالحساب وأخذ الكتاب ونحوه.
* * *