عرض الإمام عليهالسلام في هذا المقطع إلى سمو مكانته ، وعظيم منزلته وذلك لقربه من رسول الله صلىاللهعليهوآله فهو ابن عمه وأبو سبطيه ، وليس لغيره من قريب أو بعيد هذه المنزلة ، ثمّ ذكر عليهالسلام احتجاج المهاجرين على الأنصار بأنّهم ألصق الناس برسول الله صلىاللهعليهوآله وهذه الجهة التي احتجوا بها وتغلبوا على الأنصار موجودة في أهل البيت عليهمالسلام على النحو الأكمل فلم لا يأخذ بها المهاجرون ، ويرجعون الخلافة إلى مركزها الذي عينه الرسول؟
ويأخذ الإمام في احتجاجه :
« وزعمت أنّي لكلّ الخلفاء حسدت ، وعلى كلّهم بغيت ، فإن يكن ذلك كذلك فليست الجناية عليك ، فيكون العذر إليك.
* وتلك شكاة ظاهر عنك عارها *
وقلت : إنّي كنت أقاد كما يقاد الجمل المخشوش (١) حتى أبايع ؛ ولعمر الله لقد أردت أن تذمّ فمدحت ، وأن تفضح فافتضحت! وما على المسلم من غضاضة في أن يكون مظلوما ما لم يكن شاكا في دينه ، ولا مرتابا بيقينه! وهذه حجّتى إلى غيرك قصدها ، ولكنّي أطلقت لك منها بقدر ما سنح من ذكرها ».
عرض الإمام عليهالسلام في هذا المقطع إلى رده على معاوية الذي اتهمه بحسده للخلفاء ، ويقصد معاوية موقف الإمام عليهالسلام من بيعة أبي بكر فقد رفضها ، وتخلف عنها ، فاتخذ معه أبو بكر جميع الإجراءات الصارمة التي منها هجوم شرطته بقيادة عمر على دار الإمام ، وحمله مقادا إلى أبي بكر ، بصورة مروعة وقد عيّره معاوية بذلك فردّ عليه الإمام بانه لا غضاضة ولا منقصة عليه في أن يكون مظلوما غير شاك في دينه ، ولا مرتابا بيقينه ، ويستمر الإمام الممتحن في رسالته واحتجاجه
__________________
(١) الجمل المخشوش : هو الذي يجعل في أنفه خشبة ليقاد.