لمّا انتشر الإسلام في أنحاء الجزيرة ، وعمّت فتوحاته الكثير من مناطق الشرق العربي خفّت جمهرة من علماء النصارى في وفود متعددة إلى يثرب للتعرف على الدين الإسلامي ، ومعرفة خليفة الرسول صلىاللهعليهوآله ، ومعهم كوكبة من المسائل المعقّدة التي يشبه بعضها الألغاز أعدوها لامتحانه ، فان اهتدى لحلها آمنوا بالإسلام وإلاّ بقوا على دينهم ، فقد اعتقدوا أنّ أوصياء الأنبياء قد وهبهم الله طاقات من العلم لا تصعب عليهم أية مسألة مهما كانت معقّدة.
وقد عرضت تلك الوفود مسائلهم على الخلفاء فلم يهتدوا للجواب عنها ، وفزع بعض الصحابة إلى الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام وأحاطه علما بالأمر فسارع الإمام إلى الجامع والتقى بهم ، وأجابهم عن مسائلهم ، فآمنوا بالإسلام ، واهتدوا لاعتناقه وايقنوا أنّ الإمام عليهالسلام خليفة النبيّ صلىاللهعليهوآله وولي عهده.
ونعرض إلى طائفة من تلك المسائل التي سئل الخلفاء عنها ، وعجزوا عن حلها وأجاب عنها الإمام عليهالسلام :