الباب الثّاني :
في القول على الإبداع الذي هو المبدع الأول من حيث (١)
شرفه وفعله ووحدانيته وسبقه ، ووجوده أولا وكماله ،
وأزليته ، وجلاله ، وعلمه ، وبهائه ، وعقله ، وثنائه ،
وعظمته ، وكبريائه ، وقدرته ، وحياته ، وانفراده بجميع صفاته.
اعلم علمك الله تعالى الخير وجعلك من أهله ، إن هذا الباب بعد إثبات توحيد (٢) المتعالي سبحانه ، من أشرف الأبواب المذكورة ، وفيه من الأسرار التي رمزت بها الحدود تلويحا لا تصريحا ، لأنّه المبدأ الأول الذي تعرف به الأصول (٣) ، والفروع ، والفصول ، والعلل ، والمعلولات ، والأسباب ، والكائنات ووالفوا بين ذلك (٤) ، حتى لا يقع علم الكيفيات واللميات ، في أيدي الجهلة الغفلة من فسقة الجن والأنس (٥) ، لأنّه العلم المكنون ، المستور المصون ، ولا يظهرون شيئا من ذلك ، إلّا وحيا من لسان إلى أذن ،
__________________
(١) حيث : سقطت في ط.
(٢) في الباب الأول أثبت التوحيد على رأي الإسماعيلية.
(٣) أول ما يطلب من الإسماعيلي كمبدإ عرفاني أول التوحيد والتجريد والتنزيه ومتى عرف المستجيب ذلك وأقر به تسهل عليه معرفة الأصول الأربعة وبقية الحدود والفروع والعلل والمعلولات.
(٤) أي ليتسنى لهم تطبيق المثل والممثول والظاهر والباطن.
(٥) نرى المؤلف ينهج نهج كل من بحث في علم الحقيقة فيصر على وجوب التقيد بنظام التقية والكتمان أسوة بمن سبقه من الدعاة والعلماء الإسماعيلية حتى لا يكشف هذا العلم لغير أهله.