الباب الخامس
«في القول على المنبعث الثاني القائم بالقوة
وما سبب ذلك؟» (١)
نقول : إنّا قد قدمنا الصورة والكلام على أن وجود الإبداع كان دفعة واحدة ، وأقمنا عليه البراهين من كلام الحدود ، ومن وضع حميد الدين وغيره ق س. بما قد جرى به القول والبيان ، وذكرنا سبق المبدع إلى ما سبق إليه ، وفعله الذي قام به ، وشهادته بالإثبات ، بعد نفيه الإلهيّة عن جميع ما أبدع الله سبحانه واخترعه ، وبينا في صورة الشكل ظهوره بذاته وبروزه عن جميع أبناء جنسه ، وعلوه وارتفاعه.
ثم بينا أيضا تسابق المنبعثين إلى الالتزام به ، والتسبيح والتقديس له ، وسبق أحدهما للثاني وقيامه (٢) بذلك بفعله الذي كمل به الكمال الثاني «وإنه كامل في ذلك بذاته تام في فعله» (٣). وإن الثاني أقر للمبدع وسبحه ، وقدسه ، وسها وغفل عن الشهادة للمبدع الحق بما شهد به الأول والثاني.
وكذلك لم يلتزم بالمنبعث الأول الذي سبقه (٤). ولسبقه له هو ملزوم بمعرفته
__________________
(١) سقط عنوان الباب الخامس من نص ج وط حيث وضع مكانه نقاط في ج وترك مكانه فارغا في ط. مما أدى إلى دمج محتوى الباب مع الباب الرابع.
(٢) أحدهما للثاني وقيامه : أحدهما للثاني ، وإنه كامل في ذلك بذاته ، تام في فعله وقيامه في ج وط.
(٣) سقطت الجملة المحصورة بين قوسين من ج وط.
(٤) لوجوده أولا عليه عن طريق الانبعاث.