الباب الرّابع
«في القول على المنبعث الأول القائم بالفعل وما ذلك الفعل؟» (١)
ونحقق ما ذكرناه ، وشرحناه من أوضاع الحدود ، ورموزهم وألغازهم ، حتى يكون المعتقد من أمره وفي تصوره على حقيقة ، وقد أوجزنا في القول على التوحيد باختصار ، وفي الكلام على الإبداع ، وحقيقة معانيه ، ثم على انبعاث المنبعثين جميعا ، وقد أفردنا هذا الباب في الكلام على المنبعث الأول وقيامه بالفعل ، وسبقه إلى ما سبق إليه.
قال سيدنا حميد الدين : فالمنبعث الأول كامل الاغتباط من جهة السابق عليه في الوجود ، وهو قائم بالتسبيح والتهليل ، مشتاق ، وله ، حيران ، كالأول ، مقدس ذلك الملك المقرب المعرب عنه في السنة الإلهية بالقلم ، وهو أيضا يسمى قلما بكونه الأول (٢) من جنس واحد. فتبارك من صنعته هذه الأمور المتناهية في الشرف والعظمة ، وسبحانه وتعالى عمّا يقول الظالمون علوّا كبيرا.
فهذا فصل قد أوضح فيه التزامه بالسابق عليه في الوجود ، بفعله وتسبيحه له وتقديسه ، واغتباطه بذلك ومسرته ، وجعل تسبيح المتعالي وتقديسه من
__________________
(١) جاء في ج وط فراغ مقدار سطرين ونصف لذلك ضاع عنوان الباب مما أدى إلى دمج النص مع الباب الثالث.
(٢) ورد النص في راحة العقل هكذا «وإنما سمي ذلك بالقلم لكونه والأول من جنس واحد». المشرع الثاني من السور الرابع.