بر الأم . . . ) ولا شيء عند الأبوين أغلى وأثمن من بر الإبن بهما ، علماً بأنه وفاء لدين سابق . . . ومع هذا يسعدان به سعادة الغارس بثمرات غرسه ، وبهذه السعادة نفسها يشعر الإبن البار اذا تأكد من سعادة أبويه به ، ورضاهما عنه .
( الوسنان ) : من أخذ النعاس ( واستكثر برهما بي وان قل ، واستقل بري بهما وإن كثر ) الخير منه ضئيل وصغير بالغاً ما بلغ ، ومنهما جليل وكبير وإن كان حبة من خردل ؟! وليس هذا تواضعاً ، بل إيماناً وعظمة نفس ، وشعوراً حياً بمسؤولية التكليف ، وهو أمره تعالى : « أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ ـ ١٤ لقمان » وكل شيء قليل في جنب الله والشكر له لمن قرن شكره بشكره . وهكذا العظيم يستصغر الحسنة منه وإن كبرت ، ويستكبر السيئة وإن صغرت على العكس تماماً من الحقير ، وفي الحديث الشريف : « المؤمن يرى ذنبه فوقه كالجبل ، يخاف أن يقع عليه ، والمنافق يرى ذنبه كذباب مر على أنفه فأطاره » . وقال قائل لأحد المتقين حقاً : رأيت في منامي أنك في الجنة . فقال له : ويحك أما وجد الشيطان من يسخر منه غيري وغيرك ؟ .
|
أللّهُمَّ خَفّضْ لَهُمَا صوتي ، وَأطِبْ لَهُمَا كَلامي ، وَألِنْ لَهُمَا عَريكَتي ، وَاعْطِفْ عَلَيْهِمَا قَلْبي ، وَصَيّرني بِهِمَا رَفيقاً ، وَعَلَيْهِمَا شَفِيقاً ؛ أللّهُمَّ اشْكُرْ لَهُمَا تَربِيَتي ، وَأثِبْهُمَا عَلى تَكْرِمَتي ، وَاحْفَظْ لَهُمَا مَا حَفِظَاه مِنّي في صِغَري . أللّهُمَّ وَمَا مَسّهُمَا مِنّي مِنْ
أذىً ، أوْ خَلَصَ إلَيْهِمَا عَنّي مِنْ مَكْرُوهٍ ، أوْ ضاعَ قِبَلي لَهُمَا مِنْ |