أبو حيان : الضمير مذكر كما في قولهم أحسن الفتيان وأجمله ، ورده ابن عرفة : بأن هذا المنزل وقع فيه الفتيان موقع تمييز مذكر أي أحسن فتى وأجمله وأما الآية ليست كذلك.
قوله تعالى : (مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ).
أبو حيان : حال من ضمير (نُسْقِيكُمْ) أي خارجا (مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ) ، وقيل : متعلق بنسقيكم المقدر أو لا يتعلق مجروران بفعل واحد.
ابن عرفة : يجوز هنا لاختلاف معناها لأن من الأولى للتبعض ، والثانية لابتداء الغاية ، الزمخشري : إذا استقر الخلف في كرش البهيمة مطبخه وكان تنقله وسطه لينا وأعلاه دماء والكبد متسلطة على ذلك نفسه فجرى الدم في العروق واللبن في الضروع ويبقى الفرث في الكرش ، ورده ابن الخطيب : بأنا ما رأينا قط في كرش البهيمة المذكورة لبنا ولا دماء ، أجاب ابن عرفة : بأن حالة الحياة بها زيادة إلا أن الميت إذا قطع منه لم يخرج منه دم بوجه بخلاف النفي ، ولذلك كان الفلاسفة مقرون حرف الإنسان وهو حي لينظروا ما يتحرك في بطنه ، ابن الخطيب : والصحيح أن الغذاء مطبخه الكرش مخرج أولا منه الأجزاء الكثيفة وهي الفرث ويبقى دما فيطبخه ثانية فيخرج منه إلى الضروع الأجزاء اللطيفة وهي اللبن ويصير الباقي دما صرفا فيجعله في العروق وإنما وقع الامتنان بلبن الأنعام المنفصل بما دون لبن المرأة المتصل جاؤأ بشأن لأن تغذي الإنسان بلبن أمه حال منصوبة وعدم عقله ولبن الأنعام يتغذى به صغيرا وكبيرا ويدرك منفعته.
قوله تعالى : (وَأَوْحى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ).
ابن عطية : الوحي إلقاء الموحي في خفاء أو الإنهاء إليه ويكون بمعنى الأمر ومنه أن ربك أوحى بها.
قوله تعالى : (ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ).
ابن عطية : هذا إخبار بإلجائها إلى الأكل.
ابن عرفة : يريد وأتى فيه بصيغة الأمر ومراد به الخبر مبالغة في قصدها ذلك كما اشترط في المأمور القصد إلى الامتثال ، وقيل : إنه هو حقيقة أي ثم قال لها (كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ) ، وقال ابن الخطيب : وبيتها الذي تصنعه مسدس وقام البرهان في علم الهندسة على أنه أحسن الخواتم لأنه يفصل الزوايا ليس بها خلل خلاف المربع والمعين وذلك الاتصال وعدمه لا يظهر إلا لمن قرأ ست مقالات من كتاب إقليدس