وقرأ حمزة والكسائي حسنا بفتح الحاء والسين ؛ وكذلك قرأ زيد بن ثابت وابن مسعود (١).
وقال الأخفش : هما بمعنى واحد مثل البخل والبخل والرّشد والرّشد.
والظاهر أن هذا القول الذي أمرهم الله به لا يختص بنوع معين ؛ بل كلما صدق عليه أنه حسن شرعا كان من جملة ما يصدق عليه هذا الأمر.
وقد قيل إن ذلك هو كلمة التوحيد ؛ وقيل : الصدق ، وقيل : الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وقيل : هو اللين في القول والعشرة وحسن الخلق ، وقيل غير ذلك (٢).
أخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله هذا : قال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر (٣).
وروى البيهقي في «الشعب» عن عليّ عليهالسلام في قوله (وَقُولُوا لِلنَّاسِ) ، قال : يعني الناس كلهم.
ومثله روى عبد بن حميد وابن جرير عن عطاء (٤).
[الآية الثالثة]
(وَاتَّبَعُوا ما تَتْلُوا الشَّياطِينُ عَلى مُلْكِ سُلَيْمانَ وَما كَفَرَ سُلَيْمانُ وَلكِنَّ الشَّياطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَما أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبابِلَ هارُوتَ وَمارُوتَ وَما يُعَلِّمانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّما نَحْنُ
__________________
(١) أخرجه أبو عبيد وابن المنذر كما عند السيوطي في «الدر المنثور» [١ / ٢١٠] أخرجه سعيد بن منصور في السنن [٢ / ٥٦٧ ـ ط آل حميد] ح [١٩٥] وانظر الشوكاني في فتح القدير [١ / ١٠٨] [ص ١٠٣].
(٢) انظر «تفسير الطبري» [١ / ٤٣٦ ـ ٤٣٧] وفتح القدير [١ / ١٠٨] والدر المنثور للسيوطي [١ / ٢١٠] ومعالم التنزيل [١ / ٩٠] للبغوي.
(٣) رواه الطبري [١ / ٤٣٦] ح [١٤٥٧] وروى ابن جرير الطبري [١ / ٤٣٦] ح [١٤٥٤] انظر التفسير لابن أبي حاتم [١ / ٢٥٧] ح [٨٤٦] والدر المنثور للسيوطي [١ / ٢١٠].
(٤) أخرجه ابن جرير في تفسيره [١ / ٤٣٧] ح [١٤٥٩ و ١٤٦٠] وسعيد بن منصور في سننه [٢ / ٥٦٦ ـ ط آل حميد] ح [١٩٤].]