فالمعنى ما كان لنبي أن يكون له أسرى ، حتى يبالغ في قتل الكافرين ، ويستكثر من ذلك.
وقيل : معنى الإثخان التمكن.
وقيل : هو القوة. أخبر الله سبحانه أن قتل المشركين يوم بدر كان أولى من أسرهم وفداهم ، ثم لما كثر المسلمون رخّص الله في ذلك فقال : (فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِداءً) [محمد : ٤] (١).
[الآية الثالثة عشرة]
(إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهاجَرُوا وَجاهَدُوا بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يُهاجِرُوا ما لَكُمْ مِنْ وَلايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ حَتَّى يُهاجِرُوا وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلَّا عَلى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثاقٌ وَاللهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (٧٢)).
(وَالَّذِينَ آمَنُوا) : من المقيمين بمكة المكرمة.
(وَلَمْ يُهاجِرُوا) : منها مبتدأ خبره.
(ما لَكُمْ مِنْ وَلايَتِهِمْ) : أي من نصرتهم وإعانتهم أو من ميراثهم ، ولو كانوا من قراباتكم.
(مِنْ شَيْءٍ) لعدم وقوع الهجرة منهم.
(مِنْ شَيْءٍ) لعدم وقوع الهجرة منهم.
(حَتَّى يُهاجِرُوا) : فيكون لهم ما كان للطائفة الأولى ، الجامعين بين الإيمان والهجرة.
(وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ) : أي هؤلاء الذين آمنوا ولا يهاجروا إذا طلبوا منكم النصرة لهم على المشركين.
(فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ) : أي فواجب عليكم ، (إِلَّا) أن يستنصروكم ، (عَلى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ
__________________
(١) انظر : الناسخ والمنسوخ (٢ / ٢٣٤ ، ٢٣٥) ابن العربي ، ومعاني الزجاج (٢ / ٤٧٠) ، وزاد المسير (٣ / ٣٧١) وابن كثير (٢ / ٣٢٥) ، واللباب (١١٤) ، والطبري (١٠ / ٣٠) ، والنكت (٢ / ١١٢).