وقال الأصمعي : هي الدقل ، وأصل اللينة لونة فقلبت الواو الساكنة ياء لانكسار ما قبلها ، وجمع اللينة لين ، وقيل : ليان.
وقد استدل بالآية على أن حصون الكفار وديارهم لا بأس بأن تهدم وتحرق وترمى بالمجانيق ، وكذلك قطع أشجارهم ونحوها.
وكذا استدل بها على جواز الاجتهاد ، وعلى تصويب المجتهدين ، والبحث مستوفى في كتب الأصول.
[الآية الثانية]
(وَما أَفاءَ اللهُ عَلى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَما أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلا رِكابٍ وَلكِنَّ اللهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلى مَنْ يَشاءُ وَاللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (٦)).
(وَما أَفاءَ اللهُ عَلى رَسُولِهِ مِنْهُمْ) : أي ما رده عليه من أموال الكفار ، والضمير عائد إلى بني النضير.
(فَما أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلا رِكابٍ) يقال : وجف البعير يجف وجفا : وهو سرعة السير ، وأوجفه صاحبه إذا حمله على السير السريع.
والركاب : ما يركب من الإبل خاصة.
والمعنى لم تركبوا لتحصيله خيلا ولا إبلا ولا تجشمتم لها مشقة ولا لقيتم به حربا ، وإنما كانت من المدينة على ميلين ، فجعلها الله سبحانه لرسوله صلىاللهعليهوآلهوسلم وبارك وسلم خاصة ، فإنه افتتحها صلحا وأخذ أموالها ، وقد كان يسأله المسلمون أن يقسم لهم فنزلت الآية.
(وَلكِنَّ اللهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلى مَنْ يَشاءُ) : من أعدائه ، وفي هذا بيان أن تلك الأموال كانت خاصة لرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم دون أصحابه ، لكونهم لم يوجفوا عليها بخيل ولا ركاب ، بل مشوا إليها مشيا ولم يقاسوا فيها شيئا من شدائد الحروب.
(وَاللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (٦)) ، يسلط من يشاء على من أراد ، ويعطي من يشاء ويمنع من يشاء ، (لا يُسْئَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْئَلُونَ (٢٣)) [الأنبياء : ٢٣].