هو المعمور منها إذ غيرها أمّا مغمور في الماء أو غير مسكون بزعمهم أصلا ومبدئه عند جمهورهم من خطّ الاستواء أو من حيث نهاره الأطول اثنتا عشرة ساعة ونصف وربع وعرضه اثنتا عشرة درجة وثلثا درجة وقسمة كلّ إقليم من جهة العرض ما يوجب التفاضل نصف ساعة في مقادير النهر الطوال في أوساط الأقاليم ، ولذا اختلفت مقاديرها عرضا مع وقوع الجميع بين ما يجاوز عشر درجات في العرض إلى حدود خمسين كما اختلفت طولا لزيادته فيما يلي خطّ الاستواء على ما يقتضيه النظر التعليمي وعند المتأخّرين من حكماء الإفرنج وغيرهم بعد ما ظفروا في أوائل المائة العاشرة من التاريخ الهجري على الأرض الجديدة المسماّة عندهم بأمريكا الجنوبيّة الّتي لم يظفر عليها قبل الكلمب أحد إلى أقسام اربعة :
أحدها : ممالك يورپ (أوربا) المحدودة من جهة الشمال بالمحيط ـ المنجمد طول السنة لشدّة البرودة ، ومن الجنوب ببحر الروم الفاصل بينه وبين الإفريقيّة ، ومن المشرق بممالك آسيا ، ومن المغرب بالمحيط الفاصل بينه وبين آمريكا ، وفي هذا القسم بعض بلاد الّروم كقسطنطنيّة وغيرها ، وتمام بلاد الافرنج الّتي فيها دول كثيرة أغلبهم جمهورية ، وأمرهم شورى بينهم بل قد رأيت في بعض مسفوراتهم أنّ فيهم في هذه السنين أزيد من أربعين دولة جزئية وكليّة كلّها مستقلّة أعظمها بأسا وبطشا وعدّة مملكة الروس حتّى قيل : إنّ طول مملكهم قريب من ألفي فرسخ وعرضها ثمانمائة وخمسون فرسخا.
ثانيها : ممالك آسيا المحدودة شمالا بالمحيط المنجمد أيضا وجنوبا ببحر الهند وشرقا بالمحيط وغربا بممالك يورپ ، وفيها ممالك إيران وتوران والترك والهند والشام والصين والخطاء وبعض ممالك الروس وغيرها.
ثالثها : الإفريقيّة المحدودة شمالا ببحر الروم الفاصل بينها وبين يورپ