عليه وآله وسلم : (اتّقوا فراسة المؤمن فإنّه ينظر بنور الله) (١) وإن كان الأظهر أنّ التوسّم والفراسة المشار إليهما في الآية والخبر أشبه بالمكاشفات الغيبيّة والمشاهدات الإيمانيّة الّتي يراها من ينظر بنور الله ، ولذا لا يختصّ بخصوص الأخلاق والسجايا بل يجري أيضا في قاطبة الحقائق والقضايا كما أنّه وإن كان يسمّى بالقيافة أيضا لكنّه غير القيافة المحرّمة عند الفقهاء ، وهي الاستناد إلى علامات ومقادير يترتّب عليها إلحاق بعض الناس ببعض بمجرّد المشابهة الّتي لا عبرة بها أصلا في الشريعة بعد مشاهدة عدم مطابقتها للنسب الشرعي بل الحقيقي أيضا سيّما بعد إناطة الإلحاق في الشريعة على الولادة على الفراش والإقرار ، وغير هما من الطرق الشرعيّة الّتي ليست منها القيافة الّتي تعرف بها الأنساب وقفوا لآثار الجاهليّة ، ولذا حكموا بحرمتها إذا جزم بها أو ترتب عليها محرّم ، والّا فلا حرمة لها وإن كان ربما يقال : انّها من الكهانة بل عن الصادق (عليهالسلام): من تكهّن أو تكهّن له فقد بريء من دين محمّد صلىاللهعليهوآله قيل : فالقيافة. قال (عليهالسلام) : ما أحبّ أن تأتيها ، قيل : ما يقولون شيئا إلّا كان قريبا ممّا يقولون فقال عليهالسلام : القيافة فضلة من النبّوة ذهبت من الناس حيث بعث النبيّ (صلىاللهعليهوآلهوسلم)
__________________
(١) في بحار المجلسي (قدسسره) ج ٩ ص ٢٧٨ ط القديم عن محمّد بن حرب الهلالي أمير المدينة يقول : سألت جعفر بن محمّد (عليهالسلام) فقلت : يا ابن رسول الله في نفسي مسألة أريد أن أسئلك عنها فقال إن شئت أخبرتك بمسألتك قبل أن تسئلني وإن شئت فاسئل قال : قلت : يا ابن رسول الله بأي شيء تعرف ما في نفسي قبل سؤالي؟ فقال (عليهالسلام) : بالتوسّم والتفرّس أما سمعت قول الله تعالى : (إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ) وقول رسول الله اتّقوا فراسته المؤمن فانّه ينظر بنور الله إلخ.