٣ ـ عبد الله بن عبّاس بن عبد المطّلب ، الصحابي الجليل ، ولد بمكة المكرّمة سنة (٣) قبل الهجرة ، ونشأ في بدء عصر النبوّة فلازم رسول الله صلىاللهعليهوآله وروى عنه أحاديث كثيرة تبلغ في كتب القوم (١٦٦٠) حديثا ، روي عن ابن مسعود أنّه قال : نعم ترجمان القرآن ابن عباس ، توفّي سنة (٦٨) ه بالطائف.
كان ابن عبّاس من تلامذة أمير المؤمنين عليهالسلام وشهد معه الجمل وصفّين وأخذ التفسير عنه عليهالسلام ، ودعا له رسول الله صلىاللهعليهوآله بقوله : «أللهّم فقّهه في الدين وعلّمه التأويل».
وروي أنّ رجلا أتى ابن عمر يسأله عن (السَّماواتِ وَالْأَرْضَ كانَتا رَتْقاً فَفَتَقْناهُما) (١) فقال : اذهب إلى ابن عبّاس ، ثمّ تعال أخبرني ، فذهب فسأله ، فقال : كانت السماوات رتقا لا تمطر ، وكانت الأرض رتقا لا تنبت ، ففتق هذه بالمطر ، وهذه بالنبات ، فرجع إلى ابن عمر فأخبره فقال : قد كنت أقول ما يعجبني جرأة ابن عباس على تفسير القرآن ، فالآن قد علمت أنّه أوتي علما.
كثرت الرواية في التفسير من ابن عباس حتى كان ما يقارب النصف من الأحاديث الواردة في التفسير مسندا إليه.
قال شيخنا المجيز في الرواية قدسسره في «الذريعة» ج ٤ / ٢٤٤ :
نسب إلى ابن عباس تفسيران : أحدهما ما ألّفه أبو أحمد عبد العزيز بن يحيى ابن أحمد بن عيسى الجلّودي المتوفي سنة (٣٣٢) ه.
والثاني «تنوير المقياس» حاو لتفسير بعض الآيات وطبع بمصر سنة (٢٩٠) ه.
__________________
(١) سورة الأنبياء : ٣٠.