العمى ، واستقالة من العثرة ، ونور من الظلمة وعصمة من الهلكة (١). إلى غير ذلك ممّا يأتي إليه الإشارة في أخبار متواترة بل يستفاد منها فضله على جميع العلوم.
وأمّا علم أصول الدين المشتمل على معرفة الله سبحانه وصفاته الجماليّة وغيرها من العقائد الحقّة فهو وإن كان مفصّلا على غيره من العلوم إلّا أنّه غير خارج من علم التفسير ، فإنّ إثبات التوحيد وأدلّتها وسائر المعارف الحقّة كلّها مستفادة من كتاب الله سبحانه بل ليس من علم حقّ إلّا وفي كتاب الله تعالى أصله ومعدنه كما في الخبر بل فيه تبيان كل شيء (٢) ، وتفصيل كل شيء (٣) ، وما فرط الله فيه من شيء (٤) كما في الآيات فهو محتو على علم الحقائق الكلية والعقائد الأصلية والأحكام الفرعية والعملية وغيرها من العلوم الحقّة المتعلقة بالدين والدنيا وان كان الناس في جهالة وضلالة عن العلم بها ومعرفة طرق استنباطها منه : (وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ) (٥).
ومن هنا يظهر أنّ مباديه علوم كثيرة بل أكثر العلوم من جملة مباديه ، وقد أنهاها بعضهم الى ثلثين علما مع تقصير واضح في ترك بعض العلوم أيضا ، بل التأمّل الصحيح قاض بأنّ استنباط بعض المعاني والبطون القرآنية موقوف على علوم غيبية وأسرار إلهية ومعرفة أنواع من الدلالات والإشارات المحجوبة عن غير الأئمة المعصومين عليهم صلوات الله وبتلك الطرق يستنبطون منه جميع المعارف
__________________
(١) تفسير العياشي ج ١ ص ٥.
(٢) كما في المصحف الشريف : (وَنَزَّلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ تِبْياناً لِكُلِّ شَيْءٍ) النحل : ٨٩.
(٣) كما في القرآن : (وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ) يوسف : ١١١.
(٤) كما في الكتاب العزيز : (ما فَرَّطْنا فِي الْكِتابِ مِنْ شَيْءٍ) : الانعام : ٣٨.
(٥) النساء : ٨٣.