في مرضه الّذي قبض فيه يقول وقد امتلأت الحجرة من أصحابه : أيّها النّاس يوشك أن أقبض قبضا سريعا فينطلق بي وقدّمت إليكم القول معذرة إليكم ألا إنّي مخلّف فيكم كتاب ربّي (عزوجل) وعترتي أهل بيتي. ثمّ أخذ بيد علي (عليهالسلام) فرفعها فقال : هذا علي مع القرآن والقرآن مع علي (عليهالسلام) خليفتاي بصيران لا يفترقان حتّى يردا علي الحوض فأسئلهما ماذا خلّفت فيهما (١).
الى غير ذلك من الأخبار الكثيرة الّتي تواتر نقلها من الفريقين.
وثالثا : إنّه (عليهالسلام) قرنهم بكتاب الله العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم مجيد ، فكما أنّه مصون بحفظ الله عن الاختلاف والاختلال والبطلان ، فكذا هم معصومون من الزلل والطغيان ، بل هم المعجزات الباهرات والآيات البيّنات والحجج على البريات ، كما أنّ القرآن هو الحجّة البالغة والمعجزة الباقية على مرّ الدهور والأعصار.
ورابعا إنّه صرّح بالمعيّة المستدامة الحاصلة بينهما الباقية الى انقضاء الدهور وتمام الدنيا ، وفيه دليل على أنّ الأرض لا تخلو من واحد من العترة كي يكون حجّة على البريّة شاهدا على أعمالهم وأفعالهم ، ويشهد على ذلك يوم القيامة حين يرد مع القرآن على رسول الله (صلىاللهعليهوآلهوسلم) حوضه مضافا الى أنّه (عليهالسلام) قد حكي عن الله سبحانه بقوله : إنّ اللّطيف الخبير قد أخبرني أنّهما لن يفترقا أبدا وهو سبحانه الصادق في قوله المنجز لوعده.
وقد سمعت المراد من عدم افتراقهما مع دلالة الأخبار الكثيرة الّتي مرّ شطر منها في تضاعيف الباب على ذلك. ومن ذلك يظهر أيضا عصمتهم وطهارتهم وأنّهم
__________________
(١) بحار الأنوار باب وصيّة الرسول (صلىاللهعليهوآلهوسلم) عن كشف الغمّة.