الإرادة من الله ومن الخلق؟ فقال عليهالسلام : الإرادة من الخلق الضمير وما يبدو لهم بعد ذلك من الفعل وأمّا من الله فإرادته إحداثه لا غير ذلك ، لأنه لا يروّى ولا يهمّ ولا يتفكّر وهذه الصفات منفية عنه ، وهي صفات الخلق فإرادة الله الفعل لا غير ذلك يقول له فيكون بلا لفظ ولا نطق بلسان ولا همّة ولا تفكر ولا كيف لذلك كما أنه بلا كيف (١).
وفي التوحيد عن مولينا الرضا عليهالسلام : المشية من صفات الأفعال فمن زعم أنّ الله لم يزل مريدا شائيا فليس بموحّد (٢).
ومما سمعت وما هو المقرّر في الأصول الكلامية يظهر أنّ الإرادة بالمعنيين المذكورين فضلا عما سواهما من العزم والمحبة والكراهة والهمّة والرويّة كلها من صفات الإمكان الواقعة في صقع الحدوث.
سادسها ما أشار أليه المحقق الدواني في «شرح العقائد» (٣).
__________________
جندب وعلي بن نعمان وروى انهم تعاقدوا في بيت الله الحرام أنّه من مات منهم صلّى من بقي منهم صلوته وصام عنه وزكّى عنه زكوته فماتا وبقي صفوان وكان يصلّي في كل يوم مأة وخمسين ركعة ويصوم في السنة ثلثة أشهر ويزكّي زكوته ثلث دفعات وكان صفوان من أصحاب الإجماع ، توفي سنة ٢١٠ ه بالمدينة.
(١) عيون أخبار الرضا ج ١ ص ١١٩ ط. الاخوندي بطهران.
(٢) بحار الأنوار ج ٤ ص ١٤٥ ط. الاخوندي بطهران.
(٣) شرح العقائد العضدية في علم الكلام لجلال الدين محمّد بن أسعد الدواني من حكماء القرن التاسع المتولد في سنة ٨٣٠ بدوان (من بلاد كازرون) والمتوفى بفارس (شيراز) سنة ٩٠٧ ومتن الكتاب لعضد الدين الايجي عبد الرحمن بن أحمد من علماء الشافعية في القرن الثامن من أهل ايج (بفارس) ولي القضاء ، وجدت له محنة مع صاحب كرمان ، فحبسه بالقلعة ، فمات مسجونا سنة ٧٥٦ له مصنفات في الكلام ـ منها المواقف ومنها العقائد العضدية وهو آخر