وأمر إبراهيم بذبح ابنه وشاء أن لا يذبحه ولو لم يشاء أن لا يذبحه لغلبت مشية إبراهيم مشيئة الله (عزوجل) (١).
ومما ذكرناه يظهر الجواب عمّا ذكروه من الوجوه ، وأمّا ادعّوه من انتهاء سلسلة الأسباب لافعال العباد إلى الله سبحانه فهو مبنيّ على مذهبهم الفاسد من القول بالجبر ، وستسمع في موضعه الجواب عن شبهاتهم في ذلك ، ثم إنّ الكلام في الجواب عن حجج الفريقين وتحقيق ما هو الحق في البين طويل جدا وقد أشرنا الى ما هو الأصل في المقام.
وعلى كلّ حال فالذي ينبغي لنا البحث عنه أنّ الارادة بكلا معنييه من المعاني الحادثة فينا بعد وجودنا ، وهي من الصفات القائمة بنا وإرادة الله تعالى ليست من سنخ إرادتنا حتى تقاس بها ، وعلى فرض المقايسة والمشابهة ولو من بعض الوجوه البعيدة فلا ريب أنّ الإرادة من صفات الأفعال لما سمعت من الفرق الكلي المستفاد من أخبار العترة الطاهرة عليهم الصلوة والسّلام بين الصفات الذاتية والفعلية.
ولذا أجاب الامام جعفر الصادق عليهالسلام حيث سئل لم يزل الله مريدا بقوله (عليهالسلام) : إنّ المريد لا يكون إلا لمراد معه ، بل لم يزل الله تعالى عالما قادرا ثمّ أراد (٢).
وعن صفوان بن يحيى (٣) ، قال قلت لأبي الحسن عليهالسلام : أخبرني عن
__________________
(١) بحار الأنوار ج ٤ ص ١٣٩ ط. الاخوندي بطهران.
(٢) بحار الأنوار ج ٤ ص ١٤٤ ط. الاخوندي بطهران.
(٣) صفوان بن يحيى أبو محمّد البجلي الكوفي من أصحاب الكاظم والجواد (عليهماالسلام) وكان أوثق أهل زمانه وأعبدهم وكان يصلي في كل يوم خمسين ومأة ركعة لأنه كان شريكا لعبد الله بن