الخارجية ، والتكلّم من الثانية ، ويشهد له التبادر وصحة السلب عمّا ذكره ، مع أنّ قوّة التأليف ترجع إلى القدرة ، وقد شنع به أخيرا ، ومن جميع ما مرّ قد ظهر أيضا ضعف ما تو همّه من كون الكلام فينا عبارة عن الكلمات المؤلّفة الخيالية فإنّها صور ارتسامية من الكلام الخارجي الّذي هو حقيقته لا أنها نفس الكلام ، ولذا ليس للأخرس ولا للساكت كلام.
وثانيا أنّ صفه التكلّم فيه سبحانه ليست قائمة بذاته تعالى ، لأنّ التكلّم إمّا حادث أو قديم ، وعلى الوجهين مغاير للذات كما هو المفروض في كلامهم ، وعلى الوجهين قيامه غير ممكن ، أمّا على فرض الحدوث كما هو الحقّ وإن لم يقولوا به فلامتناع كون الذات محلّا للحوادث وتغيّر الذات بعروضه ، ولأنّ واجب الوجود لذاته واجب الوجود من جميع جهاته ، ولأنّ الأزل لا يدخل فيه شيء ولا يخرج منه شيء ، وأمّا على فرض القدم فلاستحالة التقارن بل القيام المأخوذ فيه عدم التأصل بل الترتيب والافتقار ، ولما دلّ على أنّ كل صفة خارجة عن الذات عارضة لها أو مقترنة بها في حادثة قطعا لأنّ معنى الوصفية العروض والتأخر ، ومعه يستحيل فرض القدم الذاتي.
ثم لا يخفى أنّ الصفة التي هي مصدر تأليف الكلمات هي القدرة ، إذ بها يصدر التأليف ، مع أنّ فرض المصدر لها يوجب تأخّر الصدور فضلا عن الصادر ، سيما مع فرض كونه هي الكلمات المؤلّفة التي هي حقيقة في الألفاظ والحروف المعتبرة فيها صفة التأليف ، وأين هي من كونها مؤلّفه له تعالى بذاته في علمه القديم بغير واسطة ، إن هذا إلّا التناقض في الكلام ، والتقوّل بما لا يخفى فساده على الأفهام ، نعم إنّما نشأ ذلك من قيام كلامه سبحانه بكلام خلقه ، وقد عرفت الحال في المقيس عليه أيضا تعالى الله عما يقول الجاهلون المعاندون علوا كبيرا.