حروف ، والجنة لها ثمانية أبواب ، من قال الحمد لله إيمانا ، واحتسابا ، دخل الجنة بإذن الله من أبوابها الثمانية.
هذا هو قرآن ربنا ، معجزة رسولنا ، وإعجاز آدميتنا ، وهداية بشريتنا ، ونور عالمنا ، نؤمن بتنزيله ، ونصدق بألوهيته ، ونتعبد بتلاوته ، ونخشع لأحقية نزوله ، وربنا يقول فيه : (وَبِالْحَقِّ أَنْزَلْناهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ) سورة الإسراء آية ١٠٥. وربنا يحق الحق ، ويثبت أحقية إنزاله على أفضل أنبيائه خير سيد ولد آدم ، ولا فخر ، وبالتأكيد اللفظى المتكرر ، وبالنص المعجز في بيانه ، وبلاغته. وهو يقول فيه : (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ تَنْزِيلاً) سورة الإنسان آية ٢٣.
وهذا هو قرآن ربنا الذي فيه يمترون ، نحمده تعالى على كمال إنزاله ، وتمام نعمائه ، وربنا يقول فيه : (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً) سورة المائدة آية ٣.
قرآن ربنا موضوع كتابنا هذا تعالت شواهد سموه ، ورفعته عن دنايا الآدمية ، وأحقاد البشرية من حثالات الكفر ، والشرك ؛ تعالت معالم هداياته وكراماته عن أن تنال منه بالتحريف ، والتغيير خبائث الشرك من الصليبيين ، والشيوعيين ، وضلالات الكفر من الوثنيين ، والوجوديين ، وجهالات الشيطنة من يهود ، وصهاينة. ولنا ، وللبشرية العقلانية أن نستجدي الله دوما على تمام نعمائه ، وأن نركع له دوما على إنزاله لهداية قرآنه ، وأن نسجد له دوما ؛ عرفانا ، وثناء ، وحمدا لله تعالى على عنايته ، وتكفل حفظه لنوره ، وشفائه ، وبرهانه ، وذكر قرآنه العظيم مصداق قوله فيه : (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ) سورة الحجر آية ٩.
هذا هو قرآننا ، دستور عالم إيماننا ، ونظام حياتنا ، ومعيار سلوكنا ، وطريق هدايتنا ، وسبيل آخرتنا. تنكرت لمعالمه ، وأنظمته ، وهداياته ، وأنواره ألسنة الباطل فتلقته بالطعن ، والدّس ، وأفواه الشطأنة ؛ فتقوّلت عليه بأخس الكلام ، وأقذع السباب. إذ يتلقونه بألسنتهم ، ويقولون بأفواههم ما ليس لهم به علم ، إلا حقد الضغينة على الإسلام ، ومكر