سورة النور ، وهي مدنية (إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَاللهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ (١٩) وَلَوْ لا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللهَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ) الآيات ١٩ ـ ٢٠.
الشبهة الثالثة عشرة :
إن القرآن المكي اشتمل على لغو من الكلام في كثير من فواتح السور مثل : الم ، والر ، والمر ، والمص ، وكهيعص ، وطه ، ويس ، وص ، وق ، ون ، وحم ، وبذلك فإن القرآن لا يصلح أن يكون هدى وبيانا ، ورحمة للناس ؛ لأن اللغو لا يمكن أن يكون هدى ، وبيانا.
ودليل شبهتهم : أن معاني أحرف التهجي هذه لا يفهم معناها حتى من قبل الراسخين في العلم. فالتلفظ بها ، والخطاب بها ، والبدء بها في بداية السور القرآنية لا معنى له ، وهي تحصيل حاصل ، وهي كعدمها من حيث معناها ، ومفهومها. وأيضا يزعم أصحاب هذه الشبهة كدليل لها : أن مثل هذه الألفاظ ، والتعابير ، والأحرف هي من اليهود ، أخذها محمد «صلىاللهعليهوآلهوسلم» من كتبتهم الذين كانوا يكتبون له القرآن ليستدل بها على انقطاع الكلام ، واستئناف آخر. ويفسرون معناها : بأنه أو عز إليّ محمد ، أو أمرني محمد. وهم يشيرون بذلك إلى براءتهم من الإيمان بها ، والاعتقاد والتصديق بما يأمرهم محمد بكتابته .. أي يكتبون له هذه الأحرف ، ويتبرءون من الإيمان ، أو تصديقها. ويبررون تفاسيرهم لأحرف التهجي هذه بقول بعضهم : إن الحروف العربية المفتتح بها أوائل بعض السور إما أن يكون قصد منها التعمية ، أو التحويل ، أو إظهار القرآن في مظهر عميق مخيف ؛ أو هي رمز للتمييز بين المصاحف المختلفة ثم ألحقها بمرور الزمن بالقرآن فصارت قرآنا.
تفنيد هذه الشبهة :
إن خير رد على هذه الشبهة هو ما قام به أستاذنا ، وشيخنا العلامة