بالهلوسة ، وبأنّه نبي الجاهلية ، ويصف بيوت أزواجه بأمكنة الدعارة ، والصحابة بأنهم سكارى ، وأن سلمان الفارسي كان غشاشا ، وأنّ الكعبة بيت الجاهلية. وهو يبرر كل ذلك بأنّها محاولة جديدة لفهم الدين. وأسياده الصليبيون ، واليهود يعذرون قباحته ، وبذاءته ، بأن ذلك من معالم الحرية الفكرية التي يجب أن يتمتع بها الجميع. وهم بأساليبهم الوقحة في كيل الشتائم ، والسباب ، يلقون بأسلحتهم في ميدان مقارعة الفكر بالفكر ، وتنكشف خططهم أمام قوة نور إعجاز القرآن. وإزاء فشل محاولاتهم لإلغاء القرآن تراهم يستعينون ببعض حثالات البشر من المفكرين الذين هانت عليهم أنفسهم ، وتنكروا لدينهم ، وأمتهم وهم الذين يعرفون بالعلمانيين ، ويمدونهم بقمامات الفكر يشوهون بها أصالة القرآن الكريم.
فمرة ينادي هؤلاء العلمانيون بإلغاء لغة القرآن لغة الفصاحة ، والبلاغة والبيان ، واستبدالها باللغة العامية المحكيّة. ومرة ينادون بإلغاء ديانة الإسلام ، ومرة ينادون بفصل القرآن عن الحياة ، ومرة ينادون بفصل القرآن عن الدولة ، ومرة ينادون بفصل القرآن عن السياسة ، ومرة ينادون بفصل القرآن عن أركان الإسلام كالزكاة .. وهكذا.
فهذا عميد العلمانيين يوسف الخال ـ تشومبي الثقافة العربية ـ يجاهر بإلغاء لغة القرآن ، وإلغاء ديانة الإسلام. فهو يكتب في كتابه : «دفاتر الأيّام» وفي الصفحة ١٠٦ أن اللغة العربية ميتة ، ويدعو إلى : الإقلاع عن استعمال اللغة الميتة. ويقول بالحرف الواحد : «وإنّنا شعوب لا لغة حيّة مكتوب لها ، إذن لا أدب لنا ولها ، وإذن لا قراء فيها ، ولو لا اعتمادنا على معرفة اللغات الأجنبية ، لكنا أيضا بدون ثقافة». وتراه يهاجم أهل اللغة العربية في الصفحة ١٣٩ ويقول بالحرف الواحد : «هؤلاء الموروبون الناعقون كالبوم ، الجاثمون على صدورنا كالغربان ، العاملون أنفسهم أتلجسيس (١) القومية العربية».
__________________
(١) حسب ورودها في كتاب يوسف الخال.