الإسلام واللغة العربية بطريقته ، فهو يصف الله بأنه عربي. ويقول في مقالة له في مجلة العربي عدد يونيو سنة ١٩٨٤ ص ٤٣ وبالحرف الواحد : «إن القرآن الكريم لم يجعل النبي «صلىاللهعليهوآلهوسلم» ملكا ، أو رئيس دولة. وإنما ظل دائما النبي الرسول» قاصدا بذلك ، وعن سوء نيّة عدم ضرورة قيام الدولة الإسلامية ، وعدم صلاحية القرآن ، والشريعة الإسلامية للحكم. وتقدم الصليبية بوقا آخر هو المطران «أغناطوس مبارك» ، والذي أبان عن حقده على المسلمين ، وتحالفه مع الصهيونيين حيث يكتب في جريدة «بالستاين بوست» في السادس والعشرين من مارس سنة ١٩٤٦ م بالحرف الواحد : «إننا ندرك أن الصهيونية تأتي بالتمدن لفلسطين ، والشرق الأوسط كله ، وإني متحمس جدا للصهيونية ، لأني أحب الخير لفلسطين. وإذا أحببتم أن تماشوا رغبات العرب المسلمين ، فهؤلاء يرغبون في السيطرة على البلاد ، وطرد المسيحيين منها ، وإنّي أقول لكم بصراحة : إنّكم إذا قاومتم الصهيونية في فلسطين ، فإن ذلك يعني إرجاع الشعب إلى حكم الهمجية ، وإرجاع البلاد إلى حكم الفوضى ، والبرطيل كما كانت أيام حكم سلاطين بني عثمان».
وهكذا تكاتفت شياطين كفر الصليبية مع كفر اليهودية في عدائهم للإسلام ، وطيلة عهود التاريخ ، ولذلك حذّرنا الله منهم إذ يقول فيهم : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصارى أَوْلِياءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ) سورة المائدة آية ٥١.
ولا عجب إذن ـ وهذه شيمهم دوما ـ أن يكيلوا التهم للإسلام ، ويطعنوا في القرآن ، ويشتموا نبي القرآن ، وأن يتفننوا في اختراع الشبهات حول رموز الإسلام ، وأن يستخدموا أحط ، وأقذر وسائل الهجوم حتى ولو كانت سخف قول ، أو بذاءة لسان ، أو لغط كلام كما نشاهد اليوم من سب ، وشتم ، وقدح لا مبرر لهم في كل ذلك إلّا الادعاء بحريّة الفكر والتعبير ، ولا هدف لهم إلا القضاء على القرآن سر عظمة الإسلام والمسلمين. ولا حجة لهم إلا أنه دعاهم إلى الإيمان ، والإسلام ، وأراد نقلهم من ظلمات التثليث ، والكفر إلى نور الهداية ، والتوحيد. وإزاء