حقيقية لما حصل معها ذلك. وبذلك لا تقارن ، ولا يجوز مقارنتها مع معجزة القرآن أو الرسول «صلىاللهعليهوآلهوسلم» حيث كل ما جاء به تحقق.
ج ـ إن الفتاة الفرنسية كانت تعيش في قريتها «جوارد رومي» والكل يعرفها. ولم تكن صاحبة معجزات حتى ، ولم تكن فتاة سليمة صحيحا ، وعقليا. وفي زمنها شاعت الخرافات ، وكانت الفتاة خيالية تسبح في خيالات الأوهام ، وتطلق لأفكارها العنان ، فتأتي بما تدعيه أنّه وحي إلهي لها ، وبأن الله أرسلها لتخليص أمتها ، ووطنها من الأعداء ؛ فصدقها النّاس ، وهم المعروفون بالضلال في غياهب جهالة القرون الوسطى ، وأسلموها القيادة ؛ فحاربت أعداءها ، وهزمتهم في بادئ الأمر ، ثمّ انهزمت في نهاية الأمر. فكان أمرها عاديا كغيرها من القواد ، والمحاربين الذين ينتصرون ، وينهزمون ـ فأين إعجازها؟! وإن لم تكن فتاة معجزة ، فكيف يجوز لمن له عقل أن يشبهها بالرسول «صلىاللهعليهوآلهوسلم» ، ومعجزته الأبدية ثابتة ، وإلى قيام الساعة!! وقصة «جان دارك» تتكرر دائما ، ولم تخل ديار الإسلام من مثلها : كالقاديانية ، والبهائية ، وغيرها. وبعيدا عن كل تشبيه أو مقارنة ، فالمعروف عن الرسول «صلىاللهعليهوآلهوسلم» أنّه كان عاقلا ، خلوقا ، متزنا ، صاحب رأي سديد ، ومشورة حكيمة ، وعقلانية راجحة ، وسداد خلق ، مفكرا متعبدا ، بعيدا عن سراب الجهالات ، وإسراف الخيالات. لا يحكم على الأمور إلّا بروية ، ولا يقول بقول إلّا بعلم. ولا يفتي إلّا عن بينة. وهو رسول الله يوحى إليه. روى الإمام مسلم وغيره : أنّه «صلىاللهعليهوآلهوسلم» أبى على عائشة ـ أم المؤمنين ـ أن تقول في شأن صبي من الأنصار ـ جيء به ميتا ليصلى عليه ـ طوبى لهذا ، لم يعمل شرا ، فقال النبي «صلىاللهعليهوآلهوسلم» : «أو غير ذلك يا عائشة! إنّ الله خلق الجنة ، وخلق لها أهلا ، وخلقها لهم ، وهم في أصلاب آبائهم ، وخلق النّار ، وخلق لها أهلا ، وخلقها لهم ، وهم في أصلاب آبائهم». فالرسول «صلىاللهعليهوآلهوسلم» يأبى على عائشة أن تحكم على مصير صبي من الأنصار ، وهو يعلم أنّ اطفال المسلمين غير