الساحل الآخر للخليج العربي ، على حين كانت الامبراطورية الرومانية تمتد من غربي الجزيرة على ساحل البحر الأحمر إلى ما فوق البحر الأسود. وقد سميت الأولى ـ أيضا ـ بالامبراطورية الساسانية ، والأخرى بالبيزنطية. وكانت حدود الامبراطوريتين تصل إلى الفرات ودجلة ، في شمال الجزيرة العربية. وكانتا أقوى حكومتين شهدهما ذلك العصر.
ويبدأ تاريخ الامبراطورية الرومانية ـ كما يرى المؤرخ «جبن» ـ في القرن الثاني بعد الميلاد ، وكانت تتمتع حينئذ بمكانتها كأرقى دولة حضارية في العالم.
وقد شغل المؤرخين تاريخ زوال الروم ، كما لم يشغلهم زوال أية حضارة أخرى (١). وليس يغني كتاب من الكتب التي ألفت حول هذا الموضوع عن الكتب الأخرى ، ولكن يمكن اعتبار كتاب المؤرخ «أدوارد جبن» ؛ «تاريخ سقوط وانحدار الامبراطورية الرومانية» (٢) أكثرها تفصيلا وثقة ، وقد ذكر المؤرخ في الجزء الخامس من كتابه الوقائع المتعلقة ببحثنا هنا.
* * *
اعتنق الملك «قسطنطين» الدين المسيحي عام ٣٢٥ م ، وجعله ديانة البلاد الرسمية ، فآمنت بها أكثرية رعايا الروم. وعلى الجانب الآخر ، رفض الفرس ـ عباد الشمس ـ هذه الدعوة.
وكان الملك الذي تولى زمام الإمبراطورية الرومانية في أواخر القرن السابع الميلادي هو «موريس» ، وكان ملكا غافلا عن شئون البلاد والسياسية ، ولذلك قاد جيشه ثورة ضده ، وبقيادة «فوكاس Phocas. وأصبح فوكاس ملك الروم ، بعد نجاح الثورة ، والقضاء على العائلة الملكية بطريقة وحشية ، وأرسل سفيرا له إلى إمبراطور إيران «كسرى أبرويز الثاني» ، وهو ابن «أنوشيروان» العادل.
__________________
(١). ٢١٠.Wes ternCivilization ,p
(٢) TheHistoryoftheD eclineandFalloft heRomanEmpire, byEdwardGibbon