الاستحالة أن تصنع كلماته أقدار التاريخ. وكما قال البروفيسور (ستوبارت) : «إنه لا يوجد مثال واحد في التاريخ الإنساني بأكمله يقارب شخصية محمد».
وهو يضيف قائلا :
«ألا .. ما أقل ما امتلكه من الوسائل المادية ، وما أعظم ما جاء به من البطولات النادرة ، ولو أننا درسنا التاريخ من هذه الناحية ، فلن نجد فيه اسما منيرا هذا النور ، وواضحا هذا الوضوح ، غير اسم النبي العربي» (١).
إن هذا الأمر هو أعظم دليل على كونه «صلىاللهعليهوآلهوسلم» مرسلا من لدن الحق تبارك وتعالى. وقد اعترف السير وليام موير ، ذلك العدو اللدود للإسلام ، بهذا الأمر بطريقة غير مباشرة ، حين قال :
«لقد دفن محمد مؤامرات أعدائه في التراب ، وكان يثق بانتصاره ليل نهار ، مع حفنة من الأنصار ، والأعوان ؛ رغم أنه كان مكشوفا عسكريا من كل ناحية ؛ وبعبارة أخرى : كان يعيش في عرين الأسد ، ولكنه أظهر عزيمة جبارة ، لا نجد لها نظيرا غير ما ذكر في الإنجيل ، من أن نبيا قال لله تعالى : «لم يبق من قومي إلا أنا» (٢).
ب ـ أما النبوءة الثانية التي وردت في القرآن ، فهي الإخبار بغلبة الروم على الفرس. وقد جاء في أول سورة الروم قوله تعالى :
بسم الله الرحمن الرحيم (الم (١) غُلِبَتِ الرُّومُ (٢) فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ) سورة الروم آية ١ ـ ٤.
كانت الامبراطورية الفارسية تقع شرقي الجزيرة العربية ، على
__________________
(١). ٢٢٨.Is lamandItsFounder ,P.
(٢). ٢٢٨.LifeofMohammad ,p ـ وربما يذكرنا هذا الاقتباس بقول القرآن حكاية على لسان موسى عليهالسلام : (رَبِّ إِنِّي لا أَمْلِكُ إِلَّا نَفْسِي وَأَخِي) ـ المائدة / ٢٥.