لقما ، إهالة وسمنا ... لقد فضلتم على أهل الوبر ، وما سبقكم أهل المضر ، ريفكم فامنعوه ، والمعتر فآووه ، والباغي فناوئوه ...».
ثانيا : سجاح بنت الحارث بنت سويد التميمية :
كانت نصرانية من بني تغلب في شمال الجزيرة ، وهم أخوالها ، تنبأت في خلافة أبي بكر ، وتبعها بعض رؤساء القبائل ، وكانت تقول لهم : «إنما أنا امرأة من يربوع ، وإن كان ملك ، فالملك ملككم». وسارت بجيشها تريد قتال أبي بكر ، وقد سمعت بقوة مسيلمة ، فسارت إليه ، وسألته عن وحيه ، فقال : نعم. قالت : أسمعني ، قال : أرأيت إن كنت حبلى ، وفي بطنك حية تسعى ، قالت : صدقت ، وتزوجته. فقال مسيلمة : لنأكل بقومي ، وقومها العرب. وقد ذكر ابن جرير الطبري في كتابه «تاريخ الأمم والملوك» : أنه عند ما عادت إلى قبيلتها سألها قومها : هل أصدقك شيئا؟ قالت : لا. قالوا : ارجعي إليه ، فقبيح بمثلك أن ترجع بغير صداق. فرجعت ، فقالت له : أصدقني صداقا. قال : من مؤذنك؟ قالت : شبث بن ربعي الرياحي. قال : علي به. فجاء ، فقال : ناد في أصحابك ، إن مسيلمة بن حبيب رسول الله ... وقد وضع عنكم صلاتين مما أتاكم به محمد : صلاة العشاء الآخرة ، وصلاة الفجر. وقد ذكر الكلبي أن مشيخة بني تميم حدثوهم أن عامة بني تميم لا يصلونها ، وقالوا له : هذا حق لنا ، ومهر كريمة منا لا نرده. وكان مسيلمة عند ما سمع بقدوم سجاح إليه قد أمر بنصب سرادق كبير ، وبفراش وثير مملوء بالطيب ، فاستقبلها به ، وحادثها بشجون الأحاديث ، والشعر التي تثير غرائزها ، إغراء لها على تصديقه ، ومن ثم زواجه منها. وكانت سجاح تزعم أنّه يوحى إليها ، وتسجع بكلامها كقولها حين توجهت إلى مسيلمة : «عليكم باليمامة ، ورفوا رفيف الحمامة ، فإنّها غزوة صرامة ، لا يلحقكم بعدها ملامة». وكان لها قرآن قليل ذكر منه صاحب الأغاني : «يا أيّها المؤمنون المتقون ، لنا نصف الأرض ، ولقريش نصفها ، ولكن قريشا قوم يبغون».