تفنيد هذه الشبهة :
إنه لمن نافلة القول التغاضي عن مفارقات ، وتناقضات ، ومغالطات هذه الشبهة ، والتي لا تستقيم لأدنى ، وأقل الدلائل في تفنيدها ، ونقضها والرد على أصحابها ، ومن خلال عدة أمور نختار منها ستة تدور كلها حول فكرة ضرورة عدم جواز مقارنة القرآن الكريم بالكتب السماوية الأخرى.
أولا : إن القرآن الكريم ناسخ للكتب السماوية الأخرى :
فهو ناسخ ، وثابت. وهي منسوخة ، وغير ثابتة ، وقابلة للتغيير ، والتحوير. والقرآن الكريم بثبوته ، ونسخه لغيره من الكتب السماوية يحمل في دلالاته ومفاهيمه معاني الكمال ، والسمو ، والشمولية ، والفعالية في المعالجة لأمور الدين ، والدنيا معا ؛ وبالتالي من الخطأ الفادح مقارنته بالكتب السماوية الأخرى ، وحصره في بعض الأمور دون أخرى أو حصره في المساجد ، أو قصره على التلاوة ، والتعبد. وقد حملت الكتب السماوية ، وعلى رأسها التوراة ، والإنجيل شواهد البشرى للقرآن ، والمنزل عليه «محمد» «صلىاللهعليهوآلهوسلم» ؛ والكتاب يقرأ من عنوانه. فكلمة الإنجيل تعني البشرى باللغة الإغريقية القديمة. وقد شاءت العناية الإلهية أن تبقى هذه البشرى سليمة من الطمس باكتشاف إنجيل «برنابا» أصدق الأناجيل على الإطلاق. وفيه «وسيبقى هذا إلى أن يأتي محمد رسول الله الذي متى جاء كشف هذا الخداع للذين يؤمنون بشريعة الله» (١). ولأجل صدقه صودر هذا الإنجيل ، وأتلف عدة مرات ، ولكن دون جدوى. وشاء القدر أن يظهره على يد راهب إيطالي لاتيني هو «فرامينو» والذي عثر على رسائل «الابريانوس» حيث يذكر إنجيل برنابا من بينها. وقد وجده «فرامينو» في مكتبة البابا «سكتش الخامس» ، ومكتوب باللغة الإيطالية ، وعلى الورق الإيطالي المعروف بالآثار المائية فيه ؛ مما يدل على صحته ،
__________________
(١) إنجيل برنابا. ص ٣١٨.