اسمه «ذو خمار». وكان فصيحا بليغا ، معروف عنه بالكهانة ، والسجع ، والخطابة ، والشعر ، والنسب. تنبأ على عهد النبي «صلىاللهعليهوآلهوسلم» ، ومعاذ بن جبل واليا على اليمن ، وقد قتل الوالي المسلم ، وتزوج من زوجته فيروز ، وكان له حمار علّمه أن يأتي بحركات غريبة حتى يوهم الناس بصدق نبوته ، وكان جبارا شقيا ، بسط سلطانه على اليمن ، وجنوب الجزيرة إلى أن قتله عم زوجته فيروز بتدبير منها ، وقتل قبل وفاة النبي «صلىاللهعليهوآلهوسلم» بيوم وليلة ، ورجع الحكم إلى الإسلام.
الشبهة الرابعة :
إنّ الرسول «صلىاللهعليهوآلهوسلم» كان يتمتع بوحي نفسي ، وما القرآن إلا من استنباطه العقلي ، وإدراكه الوجداني عبّر عنه محمّد بأسلوبه ، وبيانه ، ولغته ، ومكنه من ذلك ذكاؤه ، وفراسته ، وقوة فطنته ، وعمق تأملاته ، ورفاهة أحاسيسه استخدمها كلها في تلفيق الأخبار ، وسرد الغيبيات ، وتبيان الحقائق العلمية.
تفنيد هذه الشبهة :
يمكننا تفنيد هذه الشبهة بعدة أمور هي :
أولا : إن الرسول «صلىاللهعليهوآلهوسلم» لم يعرف عنه أنّه كان يتمتع بالوحي النفسي ، وقومه يعرفونه حق المعرفة ، والقرآن الكريم يتعدى ، ويتجاوز كل ما نسبوه إلى الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم من صفات ، وخوارق ، بل يتعدى كل استنباط عقلي ، أو إدراك وجداني.
وكذلك لم يعرف عن النبي «صلىاللهعليهوآلهوسلم» قبل البعثة أنه أوتي خوارق الأخبار ، والغيبيات ، والعلوم ، كما أنّه لم يحدّث عن أساطير الأولين ، وهو المشهور بصدق الحديث الصادق الأمين.