المفهوم السادس :
سمو الأهداف والمقاصد : فالزكاة تسمو على الضريبة في روحانية أهدافها ومقاصدها ، وهي تسمو على الضريبة في شمولية أهدافها وتنوّعها. فهي لا تنحصر فقط في تحقيق الأغراض المادية لتغطية أوجه النفقات العامة ، أو تغطية بنود الميزانية لتحقيق الأغراض والأهداف الاقتصادية والاجتماعية المحضة ، وبالمعنى الجامد لها. فالزكاة تتعدى في روحانية أهدافها الأغراض المادية في الاقتصاد ، والاجتماع ، والإنفاق إلى كل الأهداف الإنسانية الأخرى : الروحية ، والأخلاقية ، والإنسانية ، والاجتماعية الحقة.
وتتعدى نوعية روحانيتها جميع أوجه الإنفاق العامة التقليدية إلى كل ما يعتبر لازما لحياة الفرد ، والمجتمع الإسلاميين.
فالزكاة تتمثل روحانية أهدافها ، وسمو أغراضها في تحقيق المثل الإنسانية الرفيعة ، والمثل الأخلاقية النبيلة ، والقيم الروحية العالية ، وذلك تأكيدا لشواهد الهداية في العبادة ، وبعيدا عن شواهد الجباية في الفريضة.
فالزكاة تتعدى عوامل الجباية من الأغنياء والإنفاق على الفقراء ، إلى شواهد وعوامل العلو في الرفعة ، والرعاية بالإنسانية ، والاهتمام بالروح ، والتعالي على المادة ، والخضوع للدّين ، والصّغار للدنيا ؛ وهي بذلك عامل تهذيب ، وتدريب للنفس البشرية على السخاء ، والبذل ، والمعاونة ، والمساعدة ، والتطهّر. فالزكاة تطهّر المزكي ، والمزكّى عليه في آن واحد.
فهي تطهر المزكي من دنس الشح ، والبخل ، وتحرّره من عبودية المادة وتنقله إلى عبودية الله. مصداق قوله تعالى : (وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) سورة الحشر آية ٩ وسورة التغابن آية ١٦.
فالزكاة تهذب نفس المسلم ، وتدربها على البذل ، والعطاء ؛ تأكيدا