لمعاني الثناء ، والشكر للخالق ، اعترافا بفضله ، ومنّه ، ورزقه ؛ ممّا يرفع بالتالي النفس عن الهوى ، تزهدا في الدنيا ، وابتغاء للآخرة فتعف نفسه ، ويطهر ماله ، ويحصن في نفسه ، وماله ، ويبارك له في ورثته ، وتحسن الخلافة في تركته.
وهي أيضا تطهر المزكّى عليه من دنس الضغينة ، والحسد ، والبغضاء ، والحقد ؛ وتنقله إلى الارتفاع بنفسه عن الهوى ، والتحدث بالثأر والانتقام ؛ وتخلصه من كفر الفقر ، والعوز ، وذلّ المسكنة ، والمسألة والانقطاع ؛ وتؤهله لاسترجاع أهليته في العبادة ، والعمل ، ولما فيه خيره ، وخير مجتمعه.
هذه أهداف وشواهد فردية تؤصلها روحانية الزكاة ، فما بالك في سمو الأهداف العامة ، والتي تتسع في مضمونها عن مضامين الأهداف العامة للتشريعات المالية الوضعية.
ويكفي القول في هذا المقام : إنّ سمو الأهداف الاجتماعية للزكاة يتسع ليشمل هدف التكافل الاجتماعي بنواحيه المتعدّدة المادية منها والمعنوية : كالتكافل الأدبي ، والتكافل العلمي ، والتكافل السياسي ، والتكافل الدفاعي ، والتكافل الأمني ، والتكافل الجنائي ، والتكافل الأخلاقي ، والتكافل العبادي ، والتكافل الحضاري ، والتكافل المدني ... الخ.
ويكفينا القول أيضا : إنّ سمو الزكاة في تحقيق أهدافها الاجتماعية يتناول أيضا جميع نواحي الضمان الاجتماعي : كالتأمين الاجتماعي للمعوزين ، والضمان الاجتماعي للمعوقين ، والضمان الاجتماعي لكبار السن ، والشيخوخة ، والتأمين الاجتماعي لإصابات العمل ، والضمان الاجتماعي للمرضى ... الخ.
ويكفينا القول أيضا : إنّ سند تسيير عوامل الضمان الاجتماعي والتكافل بأنواعها ، ومجالاتها إنّما يتمثل في تخصيص ميزانية مستقلة