الشبهة التاسعة :
يقولون : روي عن خارجة بن زيد بن ثابت أنه قال : «قالوا لزيد يا أبا سعيد «أو همت»! إنما هي «ثمانية أزواج من الضأن اثنين (١) اثنين ، ومن المعز اثنين اثنين ، ومن الإبل اثنين اثنين ، ومن البقر اثنين اثنين». فقال : لا. إن الله تعالى يقول : (فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثى) فهما زوجان ، كل واحد منهما زوج. الذكر زوج ، والأنثى زوج» ا ه. قال أعداء الإسلام : فهذه الرواية تدل على تصرّف نسّاخ المصحف ، واختيارهم ما شاءوا في كتابة القرآن ، ورسمه.
تفنيد هذه الشبهة :
والجواب : أن كلام زيد هذا لا يدل على ما زعموا. إنما يدل على أنّه بيان لوجه ما كتبه وقرأه سماعا ، وأخذا عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم لا تصرّفا ، وتشهيا من تلقاء نفسه.
وكيف يتصور هذا من الصحابة في القرآن وهم مضرب الأمثال في كمال ضبطهم وتثبتهم في الكتاب والسنة ، لا سيما زيد بن ثابت ؛ وقد عرفت فيما سبق من هو زيد في حفظه وأمانته ، ودينه ، وورعه؟! وعرفت دستوره الدقيق الحكيم في كتابة الصحف والمصاحف! «فأنّى يؤفكون»؟
الشبهة العاشرة :
يقولون : إن مروان هو الذي قرأ «ملك يوم الدين» من سورة الفاتحة بحذف الألف من لفظ «مالك». ويقولون : إنّه حذفها من تلقاء نفسه دون أن يرد ذلك عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم فضلا عن أن يتواتر عنه قراءة ، ولفظا ، أو يصح كتابة ، ورسما.
__________________
(١) يريدون آية سورة الأنعام ونصها : «ثمانية أزواج من الضّأن اثنين ومن المعز اثنين قل» الخ.