فليلاحظ دائما في الرد على أمثال تلك الشبهات أمران :
أولهما : تلك القاعدة الذهبية التي وضعها العلماء : وهي أن خبر الآحاد إذا عارض القاطع سقط عن درجة الاعتبار ، وضرب به عرض الحائط ، مهما تكن درجة إسناده من الصحة.
ثانيهما : خطّ الدفاع الذي أقمناه حصنا حصينا دون النيل من الصحابة ، واتهامهم بسوء الحفظ أو عدم التثبت ، والتحري ، خصوصا في كتاب الله وسنة رسولهصلىاللهعليهوآلهوسلم.
الشبهة الحادية عشرة :
يقولون : إن كثيرا من المتعلمين لا يحفظون القرآن ، ولا يحسنون قراءته في المصحف ، لعدم معرفتهم الرسم العثماني. فلما ذا نتقيد بهذا الرسم ، ولا نكتب المصاحف اليوم باصطلاح الكتابة المعروف ، تسهيلا على الناشئة ، وتيسيرا على الناس؟
تفنيد هذه الشبهة :
أولا : أن للعلماء آراء في ذلك بالجواز. بل قال بعضهم ـ وهو العز بن عبد السلام ـ بوجوب كتابة المصحف للعامة باصطلاح كتابتهم الحديث ؛ خشية الالتباس ، كما يجب كتابته بالرسم العثماني محافظة على هذا التراث العزيز. وقد سبق شرح آراء العلماء قريبا. وما هي منك ببعيد.
ثانيا : أن في الرسم العثماني مزايا ، وفوائد ذكرناها سابقا.